عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2009, 03:34 PM   #6
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

إخواني صمت المشاعر و رهج السنابك و غيرهما تحياتي
الموضوعية والعلمية والحيادية هي سمات ظاهرية للكتابة التاريخية في الغالب، ظاهرياً يبدو الرواية رصينة لكنها في واقع الأمر مُؤدلجة في أبعاده. على ضوء هذا، يمكن القول أن الكتابة التاريخية هي خاضعة لمنطلقات أيديولوجية تحدد لها سلفاً توجهاتها وأهدافها المُعلنة وغير المُعلنة، ومن ثم فإنه كثرا من تلك الكتابات تسجيل غير نزيه لوقائع التاريخ، رغم التكرار الدائم لاتصافه البديهي بالموضوعية والعلمية والتجرد في معالجتها للوقائع سواء في الحاضر أو الماضي.
فإلى جانب الكتابة التاريخية "العلمية"، نجد أن الفعل التذكري هو أيضاً تسجيل لكنه تفسيري للماضي، و التذكر ليس ضرباً من ضروب الكتابة التاريخية، ذلك أنه يتمتع باستقلالية تامة، بل ويتجاوز علم التاريخ مفهوميا ووظيفياً. فهناك فرق بين كتابة التاريخ ساعة وقوع الحدث، و العملية التذكرية التي تتم في الحاضر لحظة تذكر الماضي في زمن الحاضر؛ بمعنى أن التذكر هو عملية إعادة بناء الماضي وفق رؤيا معينة و ليس من الممكن إذن النظر إلى التذكر الفردي كتخصص "علمي" مثل الكتابة التاريخية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يدعي لنفسه "العلمية" أو "الحيادية"، بل هي ظاهرة سوسيوثقافية بالأساس، تُلبي حاجيات الفرد والجماعة في زمن الحاضر في علاقتهم مع ماضيهم، لها وظائف ومهام تمس بشكل مباشر بل ومصيري لوجود الفرد بين الجماعة التي ينتمي إليها، أكثر من مجرد الحرص على التوثيق. على أن فعل التذكر يضمن استمرارية ودوام الخبرات والتجارب الماضية في الحاضر والمستقبل، ومن ثم تأسيس "الهوية" و لكم الشكر في انتظار تصحيحكم
  رد مع اقتباس