عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2010, 08:51 PM   #58
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الذكرى الأولى لكارثة أمطار السيول في حضرموت ومعاناة المتضررين

الثلاثاء, 05 يناير 2010 13:32 حضرموت اليوم / سيئون / فرج طاحس

في أكتوبر من العام الماضي شهدت مدن وقرى محافظة حضرموت هطول أمطار غزيرة على إثرها تدفقت السيول الجارفة التي تسببت في تدمير آلاف البيوت وجرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وموت المئات من الحيوانات كالأغنام والجمال وغيرها ، وأزهقت أرواح كثير من الناس وتدمير العشرات من المدارس ، وصار كثير من المواطنين بدون مأوى ، وعلى أثرها واستجابة لنداء الأخوة الإنسانية تدفقت آلاف الأطنان من المساعدات من قبل كثير من الدول الشقيقة والصديقة ، كما أسهمت الجمعيات الخيرية داخل الوطن وخارجه في إغاثة المنكوبين وتولت العديد منها تسكين آلاف العائلات على حسابها الخاص وبمرور عام على هذه الكارثة لا شيء قد تغير ، فلازالت الأمور على حالها كما يؤكد ذلك المتضررون ،

فلم يُعاد بناء ما دمرته السيول والأمطار من البيوت أو بناء بديل لها في أماكن آمنة ، بل لا زال المتضررون ساكنين على حساب الجمعيات يشوبهم قلق كبير على مصيرهم ومصير أبنائهم بعد أن انتهت المدة المحددة التي التزمت بها الجمعيات وهي عام ، خوفاً من أن يُطلب منهم إخلاء السكن أو دفع إيجارات عالية تفوق إمكانياتهم المادية بعد أن فقدوا كل شيء ، كما أن المدارس هي الأخرى لازالت مدمرة حيث يدرس التلاميذ في صفوف مكتضة ومزحومة تهدد بانتشار الأمراض بين صفوفهم لاسيما بعد ضبط حالات من الإصابة بإنفلونزا الخنازير بالوادي .. أما الطرقات فحدث بلا حرج فلازالت مدمرة ناهيك عن شكوى كثير من سائقي السيارات عن غياب الإشارات المرورية في هذه الطرق وبالأخص طريق سيئون المكلا التي قد يسبب غيابها حوادث مرورية تودي بحياة كثير من المواطنين .

اعترت كثير من الأسر المتضررة حالات نفسية صعبة بعد أن طالت مدة المكوث بعيداً عن مناطقهم وذويهم وأهاليهم وأحبابهم وبدأ الحماس الذي أظهرته كثير من الجهات في بداية الكارثة يتضاءل شيئاً فشيئاً بعد طول المدة ، أو كما يظهر أن الجهات المسئولة هي الأخرى مشغولة بكوكارث أخرى وأبرزها الحرب في صعدة وما تركته من آثار إنسانية بين صفوف المواطنين .

إن جهود الإعمار والتي يتم الحديث عنها ضاعت وتعقدت بسبب الروتين المعقد والفساد المستشري في أجهزة الدولة الذي لا يرحم أحداً فرموز الفساد وعتاولته لا يهمه معاناة هؤلاء المتضررين ، ويهمهم فقط كم من المال الحرام يكسبونه إلى جيوبهم الخاصة التي لا تشبع كنار جهنم التي يقول لسان حالها (هل من مزيد) .

إن طول هذه الفترة كفيل بإعادة الحياة إلى ما مدرته الأمطار والسيول وبناء مدن جديدة بكامل خدماته ، قد تكون هناك جهوداً للإعمار لكنها بطيئة جداً من الصعب جداً التنبؤ بأنها ستحل مشكلة هؤلاء المنكوبين خلال سنة أو سنوات قادمة .

أذكر أن دولة آسيوية تعرضت لكارثة مثل تلك التي تعرضت لها حضرموت أرغم وزير الداخلية فيها على الاستقالة من منصبه لتباطؤ وزارته في الأعمال الإنقاذية والإغاثية لأيام ، أما في اليمن وغيرها من بلدان العرب فإن أحداً من المسئولين لا يترك كرسيه حتى ولو كان ذلك على جماجم المواطنين ، وكم من الحالات التي رأينا فيها المواطنين يتعرضون لنكبات أدت بالبعض منهم إلى الهلاك والموت بسبب تقصير أو إهمال من قبل المسئولين ،

لكن منطق الاستقالة أو المحاسبة غائب عن حكامنا وآخرها وأشدها إيلاماً حادثة استشهاد قائد أمن الوادي والصحراء الأستاذ العميد / علي سالم العامري ومعه العميد أحمد باوزير مسئول الأمن السياسي ورفاقهما الآخرين في موقع عسكري تكثر فيه النقاط العسكرية، حيث تُركوا حتى تفحمت أجسادهم الطاهرة ، هذه الحادثة الأليمة التي هزت مشاعر الجميع الذين شعروا بالغضب والسخط تجاه عجز الدولة عن حماية رجالها وتعقب الجناة والكل في انتظار ما تُسفر عنه التحقيقات ومحاسبة المقصرين وإلقاء القبض على هؤلاء المجرمين لينالوا العقاب الصارم جزاء ما ارتكبته أيديهم الآثمة .

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس