عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2010, 07:47 AM   #14
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

الشعر الغنائي يتميز بموسيقى وكلّما كانت الموسيقى ناتجة عن الوزن كلما سهل التّلحين:

من قصيدة "من أجل عينيك عشقت الهوى"
مِنْ بَرِيقِ الْـ|ـوَجْدِ فِي عَيْـ|ـنَيْكَ أَشْعَلْـ|ـتَ حَنِينِي
وَعَـلَى دَرْ |بِــكَ أنَّـى |رُحْـتَ أرْسَلْـ|ـتُ عُيُونِي

، وعندما تكون الموسيقى داخلية للألفاظ المنتقاة ، فإن براعة الملحن هنا مطلوبة وعندما يكون الشعر نفسه هو الملحّن فغالبا ما يسبق اللحن الكلمة ، ومعلوم عن الشاعر المحضار أنّه يتغنّي بالقصيدة وهو يكتبها وأن موسيقى الشعر المحضاري ليست ناتجة عن الوزن بل هي داخلية في اللفظ ، وهنا لا بدّ من خلاف بين من يقرأ القصيدة بحس الوزن ومن يقرؤها بحس اللحن ، ذلك أن صاحب الوزن يلاحظ الكسور الدقيقة بينما صاحب اللحن يعسف الكلمة ويطوّعها ، ولعلّ بعض الشعراء يعرفون مهارة المغنّي بتطويعه للكلمة بما يسمّونه ( السّحبة ) أو ( الإدغام ) .
النقد يفقد مشروعه إذا ما عمد إلى الإنتقائيّة أو ذهب إلى التعصب ، ولم نقرأ قط عن نقد أدبي كالذي يدور هنا؟

ليس نقصا في حق شاعر وإن عظم صيته تناول شعره من وجهة نقدية أو أنه ممنوع الإقتراب من شعر المحضار لأنه منزّه من الهنات والكسور . وليس عيبا في أن يأتي معاصر بجديد في عالم الملاحظات والنّقد ، فليس ما يقوله من سبقنا في النقد أو حتى في الفقه الديني وكأنه كلام منزل من السماء ، فالحياة حركة وتجديد ، وما عدا كلام الله جلّ وعلا وسنّة نبيّه ، فإن أبواب النقد يجب أن تكون مشرّعة شريطة أن تقابل الحجّة الحجة ، وليس كما نقرأ هنا أو هناك من إنحطاط في الطرح النقدي الأدبي يصل إلى الإبتذال ، مما أصنفه أنا والأجر على الله بأنه حشو ينتهي إلى قول الشاعر:
وكأننا والماء من حولنا = قومٌ جلوس حولهم ماءُ


للأسف الشديد هناك من ليس ملمّا بالنّقد وأساسا لم ينتقد للنقد بل للإستثمار والإتّجار ، وهذه آفة أصابت الأدب والسياسة في العصر الحديث ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 01-09-2010 الساعة 07:57 AM
  رد مع اقتباس