عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2010, 01:06 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


«جهادي» يرفع العلم الأميركي!

2010/02/07 الساعة

17:19:23 طارق الحميد

في الوقت الذي خرجت فيه فتوى دينية في صنعاء تقول إنه في حال تدخلت واشنطن في اليمن ضد تنظيم القاعدة فإنه يجوز إعلان الجهاد عليها، يقوم طارق الفضلي، الرجل الذي خاض قتالا في الثمانينات إلى جانب الأفغان ضد الروس، أيام ما كان يسمى بالجهاد، برفع العلم الأميركي على منزله جنوب اليمن.

وعجائب اليمن لا تقف هنا وحسب، بل إن أحد أهم منظري «القاعدة» اليوم، ومفتيها، أنور العولقي، هو من مواليد أميركا، ويحمل الجنسية الأميركية، وهو المُنظِّر الذي بارك آخر أهم ثلاث عمليات ضد الأميركيين؛ من حادثة قاعدة فورت هود التي قام بها الطبيب الأميركي من أصل فلسطيني، وحادثة استهداف رجال الاستخبارات الأميركية في أفغانستان على يد طالب الطب الأردني، وأخيراً مباركته لمحاولة تفجير طائرة الدلتا الأميركية التي قام بها الطالب النيجيري، ولا يزال العولقي يقيم ويستقبل الإرهابيين في اليمن!

الواضح هنا أن القصة كلها انتهازية سياسية، وتنافس على السلطة، كما يبدو أن تغيير الولاءات في اليمن أسرع من تغير الفصول، حيث نرى الفضلي الذي طالما تفاخر بأيام الجهاد في أفغانستان، والرجل الذي قاتل في صف صنعاء ضد الجنوب أيام الحرب اليمنية - اليمنية، ما لبث أن انتقل اليوم إلى صف الحراك الجنوبي، ويقوم برفع العلم الأميركي على منزله من أجل إظهار براءته من التهمة التي توجهها له الحكومة اليمنية وهي التعاون مع تنظيم القاعدة، أي أنه يتبرأ أيضاً من رفاق الأمس في أفغانستان، مثلما أنه تنصل من الشمال اليمني!

وعندما نقول انتهازية سياسية، فالواضح اليوم أن مشكلة اليمن تكمن في الصراع على السلطة، وإن اختلفت المسميات، فـ«القاعدة» تبحث عن دولتها، وتعتقد أن اليمن هو المكان المناسب، لأن «القاعدة» لا تنشط، ولا ترتاح، إلا في الدول التي يكون فيها تنافس على السلطة، بين قبائل وقوى مختلفة فيما بينها، كما أن الحوثيين اعتقدوا، وبدعم إيراني، أن هذه فرصتهم السانحة لإعلان دولتهم شمال اليمن وعلى الحدود السعودية، مما يمكن طهران من خلق دويلة صغيرة لها في ذلك المكان على غرار دويلة حزب الله. وبالنسبة للجنوب اليمني، وإن كان لأهله مظلمة أو مطالب حقيقية، فإن البعض يريد أن يستغلها من أجل الزعامة والسلطة، مثل طارق الفضلي، الذي حارب مع صنعاء من أجل ضم الجنوب، واليوم يقاتل ضد العاصمة من أجل فصل الجنوب عن الشمال!

قصة معقدة، وعجيبة، تدل على أن أزمة اليمن اليوم هي أزمة سياسية بحتة، يستغلها الجميع، ولكنْ كل وفق رؤيته؛ فرجال الدين لهم رؤية وطموح، ولـ«القاعدة» أيضاً طموح ورؤية، والأمر نفسه ينطبق على الحوثيين، والحراك الجنوبي، وكذلك أهل صنعاء حيث لهم، ولديهم، حسابات معقدة، تشي بصراع سياسي، والضحية الرئيسي في كل ذلك هو اليمن واستقراره، وأمن الخليج العربي، ولذا فمن الواضح أن اليمن في حاجة إلى عملية سياسية تصحيحية تتطلب الكثير من العمل لضمان عدم انفراط عقد الدولة اليمنية.

[email protected]

الشرق الأوسط
------------------------------------------------------------
هذة وصلة من مقالة لعبد الرحمن الراشد عن اليمن وتجدون الباقي على الرابط ادناة

أنا، مثل معظم الكتاب، نتحاشى الخوض في القضايا الانفصالية، والحراك الجنوبي انفصالي البرنامج. كلنا نخاف من تبعات تفكيك الدول مهما وقعت فيها من أخطاء ومظالم، فالأمل والحل في إصلاح القيادة، لا في تفكيك البلاد. ولا بد أن أذكّر بأن الجنوبيين هم من طلب الوحدة مع الشمال. وسبق أن كتبت متحسرا على أن تعامل القيادة اليمنية مع الجنوب، الذي كان دولة وتوحدت معها، يعبر عن جهل وسوء إدارة فاضحين.

القيادة فشلت في دمج الجنوب والاستفادة منه، الذي يؤهل البلاد لاستثمارات أضخم، واستقرار أكبر. وبالجنوب، اليمن قادر على أن يكون دولة أكبر في المنطقة، وذات وزن سياسي واقتصادي أعظم. بكل أسف، القيادة اليمنية انشغلت بلعبة التوازنات الصغيرة، ووضعت عينها فقط على الكعكة الصغيرة في الخلافات الشمالية. ورغم هذا الأخطاء ما زلت أعتقد أن دعاة الانفصال يقودون الجنوب، لا اليمن فقط، إلى الكارثة.


تاجر السلاح اليمني بقلم / عبد الرحمن الراشد - سقيفة الشبامي
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح

التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 02-08-2010 الساعة 01:27 AM
  رد مع اقتباس