اجتماع لندن وحديث ( الوصاية ) ...!! علي الكثيري
الأربعاء , 10 فبراير 2010 م
تعددت مواقف القوى السياسية اليمنية لنتائج الاجتماع الذي عقد في لندن يوم الأربعاء 27 يناير الماضي حول اليمن ، طبقا لتعدد قراءات تلك القوى لانعقاد الاجتماع ومخرجاته ، فبين مرحب ببعض النتائج ومتوجس من بعضها ، هناك من أعلن رفضه لها جملة وتفصيلا ، وحذر من القبول بها ، بينما رأى فيها آخرون مؤشرات يتعين فهمها والتعاطي معها على نحو يفيد وطننا ويؤمن له إسنادا مطلوبا لتجاوز محنه وأزماته وانسدادات مساراته .
نعم ، تعددت قبل اجتماع لندن الأصوات الضاجة بالتحذيرات والإنذارات من مغبة ( مؤامرات ) تحاك مستهدفة اليمن ، سيضع ذلك الاجتماع محدداتها وإجراءات تنفيذها ، وتوالت بعد إعلان نتائج الاجتماع الأصوات الناعية لـ ( السيادة ) و ( الاستقلال) معتبرة ما صدر عن الاجتماع إعلان ( وصاية ) على اليمن – أرضا وإنسانا – ، وشكل من أشكال ( التدويل ) للقضايا الوطنية ، ليس ذاك فقط ، إذ سمعنا من يستنفر البلاد والعباد لمواجهة ( احتلال عسكري ) يوشك على مداهمة اليمن ، وتلك أصوات ومواقف نحسب أنها انطلقت من قراءات مغلوطة، ومن ذهنيات ماضوية لم تستوعب العصر ومتغيراته ،
ذلك أن تحركا دوليا بذلك الحشد والمستوى رام تنسيق الجهود وتكثيفها وتحديد أشكال الدعم اللازمة لإنقاذ اليمن من مهاوي الفشل والانهيار ، ومساعدة اليمنيين على تجنيب ذواتهم ووطنهم محارق العنف والتشظي الكارثية ، التي تتهددهم اليوم اشد وأكثر من أي وقت مضى ، والتي تتجاوز نذرها الامتداد الوطني إلى المحيطين الإقليمي والدولي ، في ظل الحضور المتنامي لفاعليات التطرف والإرهاب التي توظف ما يعصف باليمن من تأزم وفشل وصراعات متفجرة ، لتحذير وتوسيع وجودها وسطوتها ، واتخاذ هذه البلاد ملاذا وقاعدة للانطلاق بحروبها وعملياتها الإرهابية على امتداد المنطقة والعالم .
إن لقوى العالم المؤثر والفاعلة مصالحها التي لا يمكن أن تتساهل مع أي تهديد لها ، فإذا كان ما يهدد مصالحها في بلادنا ،هو ذاته الذي يهدد مصالح اليمن وحاجات اليمنيين وتطلعاتهم للخروج من نفق الأزمات والصراعات والتمزقات ودوامات العنف ، وهو أيضا ما يحقق للبلاد وأهلها الاستقرار والنماء والوئام والنهوض والرفاه ، فلا مجال – والحال كذلك – للمزايدات والمكايدات ، واستدعاء الذهنيات الشمولية الممعنة في تقديس الشعارات الخاوية ،
والسادرة في تسويغ المظالم والاستبداد والعنف والإرهاب والبؤس والانهيارات وسحق المواطنة ، لمحاذير متوهمة وغير ملموسة ، ومن هنا نعتقد جازمين أن من واجبنا أن نشكر كل من يهب من الأشقاء والأصدقاء لمساعدتنا على تجاوز أزماتنا المستحكمة ، والعبور من مشارف هاوية سحيقة تتهددنا ، والانطلاق في دروب الاستقرار والنماء والوئام ، وعلى النحو الذي يرتقي بنا وبوطننا في فضاءات التطور والازدهار والانبعاث النهضوي الحضاري ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..