عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2010, 01:42 PM   #13
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي


وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظـائم


يحكى عن صاحب الهمّة العالية واليد الطّولى:

هرون الرّشيد

أنهّ كان يحاكي النفّس في الزّواج من ابنة عمّه:

محمد بن العبّاس

وحثد أن كتب الشاعر ربيعة الرّقّي بيتين من الشّعر امتدح فيهما محمد بن العباس:

إنّ الملوك إذا تسايروا في بلدةٍ=كانوا كواكبها وكنت هلالها
إنّ المكارم لم تزل معقولة= حتّى حللت براحتيك عقالها
بيتان قدّمهما في رقعة لم يسبقه إليهما أحد . كافأه محمد بن العبد العباس وأعطاه دينار واحد فقط . غضب الشاعر ابن الرّقي وطلب من غلام الأمير أن يأتيه بالرّقعة وكتب خلفها:

مدحتك مدحة السّيف المحلّى=لتجري في الكرام كما جريتُ
فهبها مدحةً ذهبت ضياعا= كذبت عليك فيها وافتريتُ
وأنت امرؤٌ ليس له وفاءٌ=كأنّي إن مدحتك قد زنيتُ

قرأها محمد بن العباس وغضب غضبا شديد وعلى الفور ذهب إلى هرون الرشيد وأطلعه على ما اعتقد أنّها خطيئة في حقّه .

قرئت على هرون وبدا عليه وجهه الغضب وأمر بمجيء ربيع الرّقّي ومثل أمامه ، فسأله:

ماذا قلت في ابن عمّي وأنت تعرف منزلته عندي؟

أجابه:

مدحته في وجه الرقعة ثم كتبت ما قرأت يا مولاي خلفها فسأل عن الرقعة وقرأ قصيدة المديح ثمّ قال:

والله ما قيلت قبلا في أحد وسأل ربيعة:

ـ كم أعطاك؟ ردّ عليه: دينار واحد يا مولاي الأمير ، فقال هرون:

وحياة الأمير كم أعطاك؟

ـ دينا واحد أيّها الأمير.

إلتفت إلى عمّه منزعجا ، غاضبا قائلا:

ـ أمن قلّ في المال أم من نقص في الحسب والنسب والمنزلة؟
وأمر بمكافأة مجزية لبريعة .

الآن وقد عرفنا القصّة فلنعد إلى رغبة الأمير في الزواج من ابنة عمّه محمد بن العباس .

قرر من حينها إلغاء الفكرة
التوقيع :
  رد مع اقتباس