04-25-2010, 02:54 PM
|
#20
|
شخصيات هامه
|
من سكريات الماضي
لا تسأل السلطان ولا تتدل عليه
لا يكونن طلبك ما عند الوالي بالمسألةِ، لا تستبطئه، وإن أبطأ عليك. وليس أطلب ما قبله بالاستحقاق
له، واستأنِ به وإن طالتِ الأناُة منه. فإنك إذا استحققته أتاك عن غيرِ طلبٍ، وإن لم تستبطئه كان أعجلَله.
لا تخبرنَ الوالي أن لك عليهِ حقاً، وأنك تعتد عليهِ ببلاء وإنِ استطعت ألا ينسى حقك وبلاءك فافعل.
وليكن ما يذكره بهِ من ذلك تجديد كله النصيحةَ والاجتهاد، وألا يزالَ ينظر منك إلى آخرٍ يذكره أول بلائك.
واعلم أن السلطانَ إذا انقطع عنه الآخر نسي الأولَ، وأن الكثير من أولئك أرحامهم مقطوعٌة وحبالهم
مصرومٌة، إلا عمن رضوا عنه وأغنى عنهم في يومهم وساعتهم.
إياك أن يقع في قلبك تعتب على الوالي أو استزراءٌ له.
فإنه إن وقع في قلبك بدا في وجهك، إن كنت حليماً، وبدا على لسانك، إن كنت سفيهاً.
فإن لم يزد ذلك على أن يظهر في وجهك إلآمنِ الناس عندك فلا تأمنن أن يظهرذلك للوالي.
فإنّ الناس إلى السلطان بعوراتِ الإخوانِ سرا ع، فإذا ظهر ذلك للوالي كان قلبه هو أسرع إلى النفورِ
والتغيرِ من قلبك فمحق ذلك حسناتك الماضية، وأشرف بك على الهلاك، وصرت تعرف أمرك مستدبراً
وتلتمس مرضاةَ سلطانك مستصعباً.
ولو شئت كنت تركته راضياً وازددت من رضاه دنواً.
من كتاب: الأدب الكبير والأدب الصغيرابن
المقفع
طبتم ؛؛؛؛؛ |
|
|
|
|
|