عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2010, 01:36 AM   #18
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


7 يوليو ... علي الكثيري

الثلاثاء , 13 يوليو 2010 م

ستة عشر عاما مضت على الحسم العسكري لحرب صيف 1994م المشئومة ، بينما لا تزال الجراح والتصدعات والضغائن والاوجاع المترتبة على جنونها ، نازفة ومتعمقة وملتهبة ، على نحو انحدار بالبلاد الى ما تتردى في مجاهله اليوم من تأزمات خطيرة وانقسامات مدمرة واختلالات وانفلاتات راعبة وضاجة بنذر انهيار كارثي لن يورث غير محارق العنف والتمزق والخراب المستديم .

ان ما يحتدم اليوم في الجنوب من حراك جماهيري يستقطب المزيد من الاحتشاد والتفاعل الجنوبي ، لم تنضج ظروف تعاظمة وتمدده واستعاره ، غير النتائج المأساوية لتلك الحروب الكارثية ، التي شطرت اليمن بين منتصر ومهزوم ، وغالب ومغلوب ، واصل وفرع ، والتي حفرت ( الانفصال ) في النفوس ، اذ توالى دفق السياسات والممارسات غير الوحدوية ، ليعمق الاحساس في نفوس الجنوبيين بالاستباحة والاستلاب والانتقاص والالغاء والاقصاء ، وهي سياسات وممارسات بدت معها الارض وماعليها ومن عليها في الجنوب ، نهبا وفيدا وغنيمة للمنتصرين ، بينما انهالت معاول الطمس والتصفية والازاحة ، لتجتث كل منبع او منبت للخصوصية والتميز ، بصفتها معالم لا وحدوية ومخلفات تشطيرية – بحسب ذهنية المنتصر الذي عمد الوحدة بالدم –

، فتواصلت عمليات عسكرة الحياة المدنية ، وفرض المركزية المشددة ، وتصفية المؤسسات التجارية والصناعية العامة ، وابعاد الالاف من الموظفين المدنيين والضباط والجنود في المؤسسات العسكرية والامنية من وظائفهم ، وقبل كل ذلك وبعده كان التمييز والانتقاص في المواطنة ، وتفعيل سطوة القوة وتعطيل حاكمية الشرع وسيادة القانون ، فكان الاحتجاج والرفض الجنوبي لذلك كله يتنامى على مدار الاعوام الستة عشر عاما الفارطة بينما ظلت السلطات لا تغادر تكبرها وعنادها ، رامية عرض الحائط بكل الدعوات الحاضة على الشروع في تفعيل مقتضيات الاصلاح السياسي الوطني الشامل ، وذاك الرفض السلطوي كان لابد ان يجنح بالجنوبيين الى ( الكفر ) بامكانية اصلاح الاوضاع في اطار الوحدة القائمة ، على نحو عزز من الاصوات الداعية للانسلاخ واستعادة الدولة الجنوبية ، وهي الاصوات والدعوات التي يتصاعد ويتسع الالتفاف الجنوبي حولها في ساحات الحراك الجماهيري السلمي المحتدمة فاعلياته في مختلف محافظات الجنوب .

لا سبيل – والحال كذلك – لتفادي التمزق والاحتراب والانهيار ، وللتأسيس لعهد جديد تتفتق في رحابه براعم الاستقرار والنماء والوئام والنهوض ، الا بالشروع في اعادة هيكلة الدولة وفق استحقاقات تفعيل الفيدرالية على اساس اقليمين – شمال وجنوب – وبما يؤدي الى تجسيد مقتضيات العدالة في توزيع السلطة والثروة ، والشراكة الحقيقية والتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والتنمية الشاملة المستدامة ، اما الاصرار على فرض ماهو قائم ثبت للجميع اختلاله وفساده وخرابه ، فلت تكون عواقبه الا وخيمة وكارثية ، ولن يقود الا الى مسالخ التشظي والعنف والدمار .
ولله الامر من قبل ومن بعد ..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح