[سالم علي الجرو]

جاء من سيقف أمامك يا أيّها الجاحظ
جميل ما طرحت أنّك تدافع عن سلفك بالحجّة ، وقبيحه أنّك خرجت عن ثقافة وسلوك أجدادك ، سلوك محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ النابعة من الخلق العظيم ، تجلّى في الحلم والصّبر على المكاره ، ومن لا يعرف عن قصة الطائف وذاك الحدث المؤلم المبكي .

وهو محمد النبي ، قدوة أجدادك لم يغضب من الذين رموه بالحجارة ومن الذين سفّهوه طوال ثلاث وعشرون سنة ، وأنت يا الجاحظ تعد بأنك سوف تطحن عظام من سمّيتهم بـ: ( المكابرين ):

اقتباس :

ألم أقل لكم بأن الجاحظ جاء هنا ليطحن عظام المكابرين

لا وتتحدّى بادّعائك علم الغيب مع شيء من غرور:

اقتباس :

ولو يعلم الجاحظ أن أحدا سيقف أمامه هاهنا لما جاء إلى هذا الموقع .

ها أنذا أقف أمامك لأبيّن لك أخطاءك:
عيّنت نفسك مدافعا عن السادة ( آل البيت ) ، ثمّ استدركت أنّك تتحدّث عن نفسك ورأيك . يا أخي الكريم: الطائفة العلوية بحضرموت دخلت التاريخ المحلي والعالمي ، وليس غريبا أن يقف ضدّها من يخالفها المعتقد ، والتاريخ وحده الذي سيذود عن أمجادها ، ممثلا في المؤمنين من عباد الله الحاضرين في كلّ زمان ومكان ، ومن حقك الدفاع عن أجدادك من خلال الكلمة المهذّبة غير الخادشة لكبرياء الآخر ، وليس من خلال كلمة العكس التي تتسبب في إيذاء الرّاقدين في جوف الثّرى.

النّقطة الأخرى: العودة بأثر رجعي إلى نبش مثالب الأولين من ذوي الأثر الروحي والنفوذ القبلي ، وهذا في حد ذاته لا يدلّ عن قوّة الحجّة في تبيين الحقائق بقدر ما يدلّ على الإفلاس والتماس القوة من أيّ مصدر تحت سلطة الهوى ونزعة التّحدي وهو السلوك المشين الذي لم يرد في سير الأنبياء وتراجم العلماء.
لن أستطرد وأكتفي بهذا راجيا التّخلّي عن نزعة الهوى ونبرة التّحدّي