عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2010, 01:30 AM   #33
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الذين ينكرون القضية الجنوبية

د. عيدروس النقيب
[email protected]

تحمل القضية الجنوبية جملة من التعقيدات التي ربما لم تحملها قضية يمنية مثلها من قبل وربما تكون ردود الأفعال في التعامل معها خير دليل على ما تنطوي عليه هذه القضية من تعقيدات حيث تتراوح ردود الأفعال تلك بين من يقول بعدم وجود قضية كهذه وبين من يتصور أن الكل يتآمر على القضية الجنوبية إلى درجة التضحية بأفضل المدافعين عنها وتصويرهم على إنهم إنما يريدون الالتفاف عليها أو اصطيادها أو المتاجرة بها، وهذا يعود إلى طبيعة الحساسية التي ينبغي التعامل بها مع موضوع القضية الجنوبية.


وكان كاتب هذه السطور قد قال مرارا أن القضية الجنوبية ليس شيئا مصطنعا ولا هي شعار يراد به تعجيز أحد أو إدانة أحد أو ابتزاز أحد، بل إن هذه القضية تتصل بالبعد التاريخي للنضال الوطني اليمني منذ منتصف القرن الماضي عندما كانت عدن وبعض مدن الجنوب مأوى لكل الوطنيين اليمنيين، وملاذا لكل المطاردين والملاحقين بسبب رفضهم للأوضاع المعوجة هنا وهناك على طول اليمن وعرضها، وكل الطامحين إلى الحرية والنهوض، ومن هنا فقد غدت عدن وزميلاتها من مدن الجنوب مدارس تخرج من صفوفها آلاف الوطنيين الذين حملوا راية النضال ضد الإمامة والاستعمار.

هذا القول ينبغي ألا يفهم منه أنه من حق اللصوص والناهبين والطامحين إلى الاستيلاء أن يجعلوا من عدن وبقية مدن الجنوب محطا لهجماتهم وحملات النهب التي يشنونها بين الحين والآخر على محافظات الجنوب، وباختصار أن الطابع الكوسموبوليتيكي لعدن وبقية مدن الجنوب ينبغي أن لا يكون مبررا لجعلها غنيمة لكل من امتلك أدوات القوة ووسائل البطش.

لقد جاءت حرب 1994م لتشكل جرحا عميقا في مسار القضية الوطنية اليمنية ولتجعل ثنائيات المنتصر والمهزوم والسالب والمسلوب والغالب والمغلوب هي الثنائيات الحاكمة في علاقة طرفي الوحدة اليمنية التي أعلنت في العام 1990م فصار من حق المنتصر أن يصنف الناس كما يشاء ويمنح صكوك الوطنية والشرف والوحدوية لمن يشاء حتى وإن كان هؤلاء (الممنوح لهم) من لصوص الأراضي والعابثين بالمال العام أو القتلة وقطاع الطرق، وسلب هذه الصفات ممن يشاء حتى وإن كان هؤلاء (المسلوب منهم) من أشرف الشرفاء ومن الأبطال الذين افنوا حياتهم في مقارعة الإمامة والاستعمار وبناء الحياة الكريمة لكل اليمنيين.

على الرابط التالي تكملة المقال الجنوبي ومزيد من المقالات؟

سيظلّ (الجنوب) ..في قلوبنا ! ... وسيضل الجنوب للجنوبيين واليمن لليمنيين - سقيفة الشبامي
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح