عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2010, 01:46 PM   #22
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

قراءة في تجربة ( حسن باحارثة ) الشعرية !!

كثيرا مايدور الحديث عن تجربة بعض الشعراء الشعبيين الحضرميين. مع بعض الزملاء الذين لهم إهتمامات بالشعر الشعبي . فلذلك أعتبر ان القراءة في تجربة حسن باحارثة الشعرية أمر ليس من الأهمية بمكان .
ولكن بما ان بعض الإخوة قد وقفوا على هذا التجربة وقفات مختلفة . ولكلٍ منهم رؤية وقراءة مختلفة فلا بأس أن تكون لي قراءة في مجمل هذه التجربة الشعرية لهذا الشاعر فأقول :
حسن باحارثة شاعر لايقف على أرضية ثقافية وفكرية واسعة . تمكّنه من إظهار تجربته الشعرية على نحو مميز . ربما يقول قائل ان هناك من الشعراء الشعبيين من هو أمّياً وله تجربة شعرية مميزة ؟
أقول ان ذلك صحيحاً ولكن ذلك الشاعر الأمّي الذي له تجربة شعرية مميزة . لم يخوض تجربته الشعرية على النحوالذي نحاه حسن باحارثة . وهنا سنتوقف قليلاً عند بعض الفواصل لتجربة باحارثة الشعرية .وقفت شخصياً على العشرات من الأبيات لهذا الشاعر . وسمعت الكثير من التسجيلات الصوتية لشعره . إلاّ انه لم يرق لي ذلك للأسباب التالية :
يلاحظ على حسن باحارثة انه شاعر مكثار لدرجة متقدمة من ( الإسهال الشعري ) .فهو يهتم ( بالكم ) لا
( بالكيف ) هذا أولاً !!
ثانياً : يلاحظ عليه كشاعر بأنه ينزل بشاعريته إلى حد ( الإبتذال ) وذلك من خلال إفراطه الاّ محدود وإهتمامه الكبير ( بالمديح ) فهو متزلّف ( شعرياً ) . وهذا ماجعل صورة حسن باحارثة الشعرية في أذهان المستمعين والمهتمين بالشعر باهته بل ربما ( مهلهلة ) . وتركيزه على المديح بالذات هو الذي خدمه ( إعلامياً ) وخلق لتجربته الشعرية مساحة في ( الساحة الشعرية الحضرمية ) لاتستحقها بل تتلاشى هذه المساحة وتضمحل إذا ما وضعت تجربته الشعرية برمتها على ميزان النقد المتخصص .
كما اننا لو وضعنا الكثير من الأبيات لهذا الشاعر وفق رؤية نقدية مجرّدة لظهر لنا مايلي :
·إستخدامه لمفردات تكون غير مطواعة موسيقياً وتلحق بالجرس الموسيقي للبيت الشعري خللاً واضحاً .
·قليل الإتيان بصورة شعرية مكتملة العناصر تفتقد لروح ( الخلق ) والإبتكار إلاّ إذا وظّف ( مثلاً شعبياً متداولاً ) ضمن سياق البيت .
·يعتمد كثيراً على طريقة الإلقاء التي تجعله يبدو وكأنه في ( حراج ) بين الدلالين ولا يظهر للمستمع بأنه شاعر يجيد مخارج الحروف . ولايفقه في أماكن وجوب الوقوف كما ينبغي أو الإسترسال في الإلقاء . ويتعمد في إلقائه على تغطية القصور الواضح في بعض الأبيات . أو ( ضغط ) البيت الذي فيه إطالة من حيث ( الوزن ) فلذلك شعر حسن باحارثه لايجيد قراءته إلاّ ( حسن باحارثه ) .
بمعنى اننا لو أردنا وضع تفعيلة لشعر باحارثة لما إستقامت لنا في المئات من أبياته الشعرية !!! إلاّ إذا عمدنا إلى أساليب ( الضغط والإطالة ) .ولو عقدنا مقارنة بسيطة بين التجربة الشعرية لحسن باحارثة وبين التجربة الشعرية
للشاعر صالح ربيّع بلّسود ( بوربيّع ) لوجدنا الفارق كبير جداً لصالح أبو ربيّع .على رغم ان بلّسود أكثر( أمّية ) من باحارثة وبلا جدال ولكن . الأسلوب الذي إتّبعه بلّسود في إظهار تجربته الشعرية إجمالاً كان أفضل بكثير جداً . ومع ذلك كله فإن ( بلّسود ) لم يحصل على الوهج الإعلامي ( الرسمي ) . ذلك أنه شاعر يمتلك رؤية
( نقدية ) للظواهر الإجتماعية السلبية . ويحقن فحوى أبياته الشعرية في مفاصل( الروماتيزم الإداري للسلطة ) وتجلد سياط قوافيه ظهر ( الفساد الإداري ) . ولا يميل ( للمديح ) مماأفقده تسليط الضوء على تجربته الشعرية في الإعلام ( الرسمي ) . ولكن تجربة بلّسود الشعرية إحتلت منزلة رفيعة في ذاكرة المجتمع الحضرمي برمّته . ولسنا هنا بصدد مناقشة تجربة بلّسود والتي أعتبرها ( مميزة ) بقدر مانحن بصدد تجربة باحارثة .
الحقيقة لاأحفظ أبياتاً للشاعر باحارثة ولا تختزن ذاكرتي شيئاً منها برغم كثرةسماعي لأشعاره . وهذه الظاهرة توجد لدى الكثير من الناس والذين لاتتسع ذاكرتهم لأشعار باحارثة . ذلك انها لاتترك أثراً يخلق لها حيّز في ذاكرة المتلقي فهي أشبه ( بالأغاني الهابطة ) لجيل اليوم . رغم كثرة أشعار هذا الشاعر ومحاولات الظهورالإعلامي الذي يسعى حثيثاً له . إلاّ انه فشل أن يخلق لتجربته الشعرية منزلة مناسبة في ذهنية المتلقي . مع الإحترام الكبير لشخصه الكريم !!
masterkey
التوقيع :
  رد مع اقتباس