عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2010, 12:46 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الرئيس...والرؤوس ... عبد الله ناجي علي

الإثنين , 8 نوفمبر 2010 م

أن نسمع والي أمرنا الأول الاخ الرئيس علي عبد الله صالح، وهو يتحدث في خطاباته الأخيرة عن الفساد والمفسدين بطريقة توحي لنا كما لو أن الأخ الرئيس قد أنظم إلى المنتقدين للفساد ليل نهار ..فهذا يعني أن مكيال الفساد قد فاض كثيراً ..وأصبح يهدد الجميع دون استثناء.. وبدورنا هنا نشيد بتلك الخطابات.

والمهم في الأمر أن الأخ الرئيس يقف اليوم في نفس المربع التي تقف علية حملة الأقلام الوطنية الشريفة التي وظفت وتوظف كتاباتها الصحفية خلال السنوات الماضية للحديث عن الفساد والمفسدين.. وهو ما يحفز حملة الأقلام الوطنية الشريفة لمواصلة معركتهم ضد الفساد حتى يأتي اليوم الذي تقدم فيه الرؤوس الفاسدة لوجه العدالة .
فالفساد والإفساد في بلادنا وما يتميزان به من خصوصية نادرة تتمثل في عدم محاسبة الفاسدين ، نجدهما اليوم وقد احتلا المرتبة الأولى لمعوقات الاستثمار والتنمية، فكثير من المشاريع المتعثرة في بلادنا – وهي والحمد لله بالآلاف – نجد أن السبب الرئيسي في تعثرها يعود للفساد، وخاصة فساد المقاولات ..بل ونجد حتى المشاريع المنفذة على أرض الواقع تتم بطريقة مغشوشة بعيدة عن المعايير الفنية الصحيحة.

وما مشاريع الطرقات في محافظة عدن إلا مثال فقط ..وبسبب الفساد أيضاً يتم حرمان الشعب من مشاريع مهمة للغاية وممولة من الخارج بقروض ميسرة مثل مستشفى الجمهورية التعليمي – عدن.

فالحديث النظري والممل عن الفساد في بلادنا وما أنتجه من مخاطر تهدد الدولة والمجتمع معاًلم يعد حكراً على الداخل فقط، بل تجاوز الحديث عنه إلى خارج الوطن وهذا ما جعل صندوق النقد والبنك الدوليين يضعان الفساد اليوم ضمن أولوياتهما الإصلاحية لأنهما شاهدا بأم أعينهما التهام الفساد لمعظم ثمار الإصلاحات الاقتصادية التي يدفع ثمنها عامة الشعب المجرع بجرعات الموت البطيء والمسماة بالجرعات السعرية .

ومن باب الدين النصيحة ، ، نقول لولاة أمرنا إذا كنتم فعلا جادين في محاربة الفساد بحق وحقيقة فأن حل هذه المشكلة المزمنة في بلادنا لم يعد ينفع معه الخطابات السياسية النظرية والهجومية ضد الفساد والمفسدين ..بل أن المطلوب هو ترجمة تلك الخطابات إلى أفعال ملموسة يجني ثمارها الايجابية عامة الشعب المطحون برباعي التخلف والفقر والمرض والخوف .. وعلى ولاة أمرنا إن يعوا جيداً أن المعركة ضد الفساد في وقتنا الراهن هي معركة مقدسة طالما ونحن نعيش(( عصر الفساد اليمني )) فالشعب من صغيرة إلى كبيرة يطالب اليوم بتقديم الرؤوس الفاسدة إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.

ومؤكد أن هذه الخطوة أذا ما تمت فعلاً – ونتمنى أن تحدث – فأنها ستعيد للخطاب السياسي الرسمي مصداقية التي افتقدها بسبب الهوة الكبيرة بل وأحيانا القطيعة بين القول والفعل ..وهذا ما نسمعه من عامه الناس بحكم قربنا منهم فنسمعهم وهم يتلقون تلك الخطابات أحيانا بنوع من اللامبالاة .. وأحيانا أخرى بتعليقاتهم الساخرة خاصة عندما يسمعون الحديث موجها لمحاربة الفساد بينما ما يشاهدونه على أرض الواقع انتشار الفساد أكثر وأكثر .

- فالشعب يا ولاة أمرنا يطالب بالرؤوس الفاسدة وهذا هو الحل العملي لمحاربة الفساد فشعبنا شبع شعارات وخطابات حتى التخمة ، ونفسه ولو مره واحدة في السنة يتعشى بفاسد واحد فقط..

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس