نقتطف من قصيدة مديح للشاعر صالح بن حيدرة الأبيات التالية:
نعم باقولها .. مابا بها شكرا = حقيقة من صميم القلب والوجدان
بعيـني شيخ ,, للمـريخ ,, يتخطرا = وله تاريخ ,, عطره مسكٍ وريحان
سليل الفهد ,, ربعه نهد ,, به تثرا = ومنذ المهد ,, يسقي شهد ,, للعطشان
حبيب قلوب .. والمحبوب ,, لو يطرا = تجيه شعوب ,, مثل النوب ,, عالمعيان
جزيل الكيل ,, مثل السيل ,, في المجرا = وحيله حيل ,, وقت الخيل ,, والفرسان
يمينه سيف .. ضد الفقر / للفقرا ! = يساره رمح ,, ضد الهون / للمهتان !
وعاده لا جمع يمناه . باليسرى = بيغزيك الهنا .. من اوسع البيبان
وطيبه ,, لو زرعته في وسط صحرا = غدت في ربع ساعه .. كنّها بستان !
حياته : مدرسه ,, وطباعه : المدرا = تعلّم ,, ياقليل العقل والايمان
إن كان موضوع القصيدة مديح في إطارها العام ، فإنّه المديح من قريحة حضرمية ، وفي تفاصيلها: شهادة وسيرة ذاتيّة وموقف ورأي لشخصيّة حضرميّة نقيّة نقاء الذّمّة والسريرة:
قال الحقيقة بصدق ولا يرتجي مقابل
بعينه يرى الممدوح شيخا صاحب علو ، جذوره ذكر طيّب
ثمّ وصف المناقب
جمع بين تربية الأعراف والتقاليد وبين التعليم والعصرنة ، وفي هذه لمع ابن حيدره وحدد موقعه من التاريخ والعصر . لم تأسره تقاليد الماضي ولم يطلق للكلمة العنان دون ضوابط الخصوصية ، فجاءت قصيدة في سياق القالب والخصوصية الحضرميّة ، متجددة وكانت بحق ندرة في شعر المديح .