عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2010, 01:18 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

السلطة والمشترك.. من أجل الانتخابات لا من أجل الوطن


السلطة والمشترك.. من أجل الانتخابات لا من أجل الوطن

بتاريخ : الإثنين 13-12-2010 01:11 مساء
‪ ‬
شبكة الطيف - بقلـم ‪:‬ بشرى المنذر
‪ ‬
العمل السياسي في اليمن غاية في الدهشة ، وحتى المصطلحات أو (الملاسنات) لا تشبه إلا ساستنا فالحاكم يستخدم ألفاظ من مثل "الكلاب المسعورة" ويستعمل مصطلح "/////////////////////////" الذي يعزز ثقافة الكراهية والانقسام في خطاب رسمي متلفز ويقول لأهل إب تعلموا صيد السمك ولأهل الحديدة اشربوا من ماء البحر العربي ولأهل عدن موتوا بغيضكم واشربوا من مياه البحر الأحمر ويتهم أهل صعدة بالعمالة لإيران وهلم جرا ، والمعارضة تتهمه بتقليعة من العيار المشيخي بالخيانة العظمى وتحذره في الوقت نفسه من خوض الانتخابات منفرداً .. الجميع يتحدثون عن الحوار ويتلاعبون بالمصطلحات ويتلاسنون أمامنا ونحن كالطرشان في زفة الدوشان .

حتى الآن لا أعرف ماذا تمخضت عنه انتخابات الرئاسة 2006م التي لم يخضها الحاكم منفرداً بل كانت المعارضة سوبرمان عصرها ؟ وأتساءل لماذا يحذر المعارضون (الشرعيون) الحاكم من خوض الانتخابات منفرداً ، ما المصلحة التي يمكن أن تعود على الوطن من انتخابات غير منفردة .أليس من الأفضل لنا أن يضع الحاكم نفسه في حالة انكشاف سياسي محلياً ودولياً ليصل إلى الحالة التي تؤهله إلى نهائيات عهده الكارثي ، فيحصل التغيير المنشود ؟!

الأسبوع قبل الماضي قال الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد لـصحيفة (اليقين) أن "السلطة تنظر إلى الانتخابات كغاية وليس كوسيلة والعكس هو الصحيح " .. هذا كلام في محله بيد أنه سيكون في محله أكثر لو أضفنا له .. والمعارضة (الشرعية) التي يمثلها (المشترك) تنظر إلى الانتخابات ذات النظرة أيضاً ولذلك هي تحذر الحاكم من خوضها منفرداً ولم يبق إلا أن نسمعها تجهش بالبكاء على عدم مشاركتها ، وإلا فليأتونا بخبر يقين عن سبب تحذيرهم هذا وإصرار المشترك على أن ( يركّب برأس الجنبية جعنان ) كما قال الشاعر سلطان الصريمي في رائعته (نشوان لا تفجعك ) .. حقيقة هذا الحاكم محظوظ جداً ، فأي معارضة أفضل من هذه سيجدها ..

إنها معارضة بمواصفات خاصة تأتي وتذهب بإشارة وحتى عندما تخرج شارعها العتيد كما حصل في تعز مؤخراً تبكي على الانتخابات الضائعة وتنسى هموم الوطن ، تنوح على الحوار الممجوج الذي تدعي بأنه المخرج الوحيد للأزمة ، والذي تهدد بإجرائه مع كل القوى ولا ندري ماذا تنتظر !! .. وتتناسى أهم مافي الدرس الكوني العظيم (بين الخالق عز وجل وإبليس) ، والذي يتذكرونه لتبرير الحوار مع الحاكم عندما يحتاجون إلى هذا لإقناع منتقديهم ولكنهم يتجاهلون أنه عندما حدث ذلك الحوار العظيم بين المولى عز وجل وبين إبليس كما جاء في القرآن الكريم ، كان حواراً مقتضباً ولم يستغرق دورات من المداولات والاتفاقات ولم يكن ثمة مرشح لخلافة الأرض غير سيدنا آدم عليه السلام ، فذهب إبليس إلى حيث اختار لنفسه وتوعد بني آدم بسلطان ضلاله ، لكن سلطانه لا يكون إلا على ضعاف النفوس .. قال تعالى‏:‏ ‏(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ‪ ‬الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا‪ ‬وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ‪ ‬يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ‏) .

وأخيراً .. نضع هذا السؤال برسم كل اليمنيين كمشروع استبيان .. أيهما أفضل للوطن والمواطن ولمشروع التغيير المتعثر .. أن يخوض الحاكم الانتخابات منفرداً ويضع نفسه في حالة انكشاف سياسي وجماهيري وأن تدعم هذا الانكشاف المعارضة بمقاطعتها كلياً إضافة إلى مقاطعة الجنوب وصعدة وماحولها ، أم أن يشارك المشترك في الانتخابات وتعاد المباراة المملة بالبطيء ؟! .


التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس