عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2011, 02:54 PM   #57
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي


ـ 2 ـ


باعوه بأرخص الأثمان ، مساكين ، طيّبين ، طيّعين لا يعرفون. وكذلك عدّ جهاز الرائي ( التلفزيون ) من المنكرات التي تفسد الأمّة ، والحمد لله أن عدد الأجهزة قليل جدا . تخلّصوا من الذهب باعوه بأرخص الأثمان ، ومن جهاز التلفيزيون باعوه إلى إخوانهم المسلمين بجوارهم يبعدون عن القرية من خمسة إلى عشرة كيلومتر ، ولم يسأل سعيّد نفسه ، كيف إذا ذهب إلى هناك ووعظ وتسبب في ترحيل المبيعات من جديد إلى مسلمين من نفس المكان يبتعدون عن بعضهم كيلومترات لا تتعدّى العشرين ، هل حققت موعظته أغراضها؟.

اليوم طار الذّهب وارتفع سعره إلى ثلاثة أضعاف وأغلب من في القرية يملكون قدور عتيقة وصحون ملوّنة وقليل من علف وكثير من أغنام لا تشبع .

مات سعيّد وشيّعه عدد يفوق الألف من محبّيه ، أغلبهم اليوم يعضّون أصابع النّدم إلا أنّ الأغلب يترحمون عليه ، داعين الله له بالمغفرة ، وقليل يلومونه على ما اعتبروه سوء فعل ، ومنهم من يقول ( يا الله لا تحلّه ) .

ترك سعيّد تلاميذ ، يستعجلون الكلام ، يرتعشون حينما يتحدّثون ، مركزين على حالق اللحية وإن داوم على أداء الصلوات الخمس في المسجد ، ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يكسب ودّهم في حين أنّ الملتحي وإن كان مرّوج المخدّرات هو من يحظى برضاهم يعبر عنه العناق الحار . يمنعون البسملة جهرا في الصّلاة ، ويراقبون من يتناول قدح القهوة باليد اليسار فذلك محرّم .

أحد تلاميذ سعيّد إستطاع عبر زوجته الوصول إلى النساء ، ومن وراء ستار وعظهنّ فغيّرهن من الوداعة والرأفة واليقين إلى الغلظة والقسوة والشّك . منهن من يقمن بالوعظ وسطّرن أرقاما جديدة في المواعظ الغريبة ، منها:
" تحريم لبس البنطلون للمرأة وحرق الثعبان بعد قتله ، فالله وحده الذي يحرق" . وإلى هنا تنتهي المهمّة .

من الرجال الواعظين من قطع رحمه وألّب أخ على أخيه ، ومن الواعظات من ينمن بعد غيبة ونميمة ، وأمّهاتهن العجائز يقمن بالطبخ والغسيل ، هذا طبعا بعد العودة من الإحتطاب ، أو البحث عن علف للأغنام من المزارع المجاورة .

إيّاك أن تأتي بسيرة سيّد علوي هنا ، والويل لك إن رددت بنقد أو قلت آية من القرآن الكريم أو رويت حديث من السنّة وأنت حليق لحية ، فأنت تعرّض نفسك لتهمة التّدليس .
هنا يعرفون النّصرانيّة والنّصارى عن طريق واحد فقط: كلّ من يبول وهو قائم نصراني ، ومن قلّدهم من المسلمين يتشبّه بهم .
ــــــــــــــــــــــــــ

تدليس في اللغة من الدلسة وهي الظلمة ، بمعنى المخادعة بكتمان شيء وإظهار شيء ، والدلس اختلاط الظلام .
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 01-22-2011 الساعة 03:10 PM
  رد مع اقتباس