عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2011, 06:52 AM   #6
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

ـ 6 ـ

[QUOTE=سالم علي الجرو;487740]
- الوزير حسين بن حامد المحضار


ويكنّى ( أبو طالب ) شخصيّة قياديّة قويّة ، يحفظ شعره ذو الصّبغة العسكريّة والسلطويّة كثير من سكان الوادي ، كيف وهو يمثل السّلطنة القعيطيّة .

قال بو طالب وصلنا لا شبام العالية=إلى مدينة حضرموت
جبنا العساكر والمدفع معي والحاشيةْ= والبنادق والهروت

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهو القائل:

اليوم يوم السّعد والحظّ القــوي = يوم الظّفــر جبنا كرامـة ظـاهــرةْ
جبنا السفينة من ركب فيها نجي = ومن تأخّر بايقــع في الدّاهيةْ
أموال في خزنتي ورجالي معي = ما تختفي مثل الشّموس الظّاهرةْ
ومن عصانا اليوم بكرة بـايجـــي = تائب ويمشي في الطريق العابـــرةْ
هذا كلام الصدق والله والنّبي = يشهد وخلقه والسّيوف الباتــرةْ
كلام صدق وجاد
يشهد له الناس
وتشهد له السّيوف

ـــــــــــــ

قصيدة الشيخ صلاح احمد مفتوحة ،عارضه عدد من شعراء الداخل والمهجر إلا أن رد السيد المحضار كان الملفت كونه الوزير وقوله يعبر عن وجهة نظرالحاكم صاحب القرار، وواضح أن الشيخ صلاح احمد معترض على تصرّف انجرامز كحاكم مطلق لحضرموت يتّخذ القرارات وينفذّها ولو كان قصف جوّي لمناطق البادية في الشّعاب:


قال الشاعر:

ما للإنقيز يضرب بآلات الهوى= عا بن يماني صبح ارضه دكاك
يرمي عليهم بالقنابل في الحصي=هلكت مثاويهم وقدهم في هلاك
إنّ الشاعر الفذ والمتمكّن يختار مفردات الإستهلال بما يوحي إلى لبّ الموضوع كقول الشاعر: مقدّم بن سالم مسلّم باوزير في مرثيّته:

أبدي بمن سار شمسه والقمر = طاعته في السّماء متخالفان
رثاء في السلطان: منصور بن عمر الكثيري الذي قتل غدراً في شبام عام 1274هـ على يد نفر من يافع مدفوعين من السلطان القعيطي . ذكر الإختلاف وهو سبب الإغتيال .

والقصيدة سياق وقد اختار صلاح احمد مفردات البداية من وحي الموضوع:
يا حي يا قيّوم ( يا مطلق من السّاق القيود ) ، والقيد هو حكم بريطانيا ، وقد وفّق في جودة الحبك والرّبط في سياق رائع .


استعراض المشهد العام



استعرض السيد الوزير المشهد في ثلاث صور:
الأولى: الأفراح التي عمّت البلاد لاسيّما النّساء بعد ضربات انجرامز الجويّة لبعض بادية حضرموت .

الثانية: صورة سوداوية لما كانت عليه البلاد قبل الأمن وعودة العدالة: ( والحق قائم عا العمود ) الذي وصفه بـ ( البلاء ) إلى البلاد:

وإلى الفنى زال البلاء والحق قائم عا العمود

تمثّلت الصورة في التالي:
أ ) الظّلم واسلوب الغدر الذي عمّ البلاد من قطع الطرق ونهب وقتل .
ب) اليتم وترمّل الزّوجات ولعلّه خصّهنّ بالفرح بعد أن أمنّ على أنفسهنّ وعلى أولادهن عندما شبّه الأمن بسيل روى الأرض ووصفه بالرّحمة الإلهيّة:

مشتق من السّيل الذي عمّ التّهايم والنّجود=رحمة بها وادي عجل يرقص وينعش بالبرود
كثرت بها الأفراح وارْتاحن حسينات الخدود=وإلى الفنى زال البلاء والحق قائم عا العمود
زانت وزانت لرض من نجران لمّا قبر هود=أما ضافي يمسي الرّاكب بنفسه والنّقود
من بعد ما كانت تمل مخافة من جور البدود=الظّلم عم والغدر ولا حد قط يوفي بالعهود
كم من بريء يسعى على عياله وفي الدّنيا يرود=يتموا عياله وارملوا زوجته وامسى في اللحود
أحوال شنعه منكرة يا خوي تقشْعر بالجلود=
الثالثة: صورة المشهد الدّولي والصراعات القائمة في الساحة الأوروبيّة وقتذاك ، وكيف يفكّر الصغار في مصائرهم:

وشّ بايقع لو عود في وادي غلط قد صكّ عود=من با يردّ الميل شي دولة قويّة باتنود
وان شي غضب ما با يخص بل با تقع صيحة ثمود=
وذلك إذا ما استندنا إلى قوله:
والسيل جارف في أوروبا شفه رابط بالحيود=وان ما وقع ذا با يقع اذلال عند زحم الوفود
واللي عرفته خير من مولى الحبش له ما يعود=
أو أنّه يقصد الفتنة والإقتتال في الداخل بين القبائل بحيث تخرج عن نطاق السّيطرة إذا ترك لهم الحرب على الغارب ولم يقم انجرامز بإجراءاته الحاسمة .

إنّه في العموم يعبّر عن رأي الدّولة الذي يعبّر عن رأي حكومة صاحبة الجلالة ، وليس هذا موضع اهتمامنا بقدر ما نحن نهتمّ بسهولة التناول لمواضيع تعدّ عسيرة في عالم اليوم لخطورتها ، ولعلّ التّصريح يعبّر عن الحرّية إذا ما قسنا بالرّمزية والتّشفير عند شعراء اليوم ، ومن يقرأ المساجلات الشّعريّة بين الوزير الشاعر وعائض بالوعل الشّاعر المفلق يجد تلك المساحة من الحرّية وذلك الجوّ من الود والبساطة . عندما قال الوزير الشاعر أبياته على مرأى ومسمع من جمهور الزّامل والمتفرّجين:

اليوم يوم السّعد والحظّ القــوي = يوم الظّفــر جبنا كرامـة ظـاهــرةْ
جبنا السفينة من ركب فيها نجي = ومن تأخّر بايقــع في الدّاهيةْ
أموال في خزنتي ورجالي معي = ما تختفي مثل الشّموس الظّاهرةْ
ومن عصانا اليوم بكرة بـايجـــي = تائب ويمشي في الطريق العابـــرةْ
هذا كلام الصدق والله والنّبي = يشهد وخلقه والسّيوف الباتــرةْ
أجابه الشاعر: عائض بالوعل وهو يمثل السلطة الكثيرية:
حبيب كيف الهرج والنطق العكي = كسرى وقيصر ماحوتْ على الدائـرةْ
ما بيع ناموسي ولا عزّي بشـي = والملس ماقبضهن خماسي بايرةْ
ذلاّ عوض ذي راح شف حظّه قوي= واليوم لُشرع كلها متساويـةْ
والله لو ما الهام عاده محتـوي = باهجم على الصفراء شبام العاليةْ
والضـّعف والقوة وراها تختفـي= الله اعلم من يحوز التاليةْ
والوعد والميعاد لا مات الوصي= بانقسم الميراث تركة صافيةْ
ــــــــــــــ
[/QUOTE
التوقيع :
  رد مع اقتباس