رثاء في السلطان: منصور بن عمر الكثيري الذي قتل غدراً في شبام عام 1274هـ على يد نفر من يافع مدفوعين من السلطان القعيطي . ذكر الإختلاف وهو سبب الإغتيال .
والقصيدة سياق وقد اختار صلاح احمد مفردات البداية من وحي الموضوع:
يا حي يا قيّوم ( يا مطلق من السّاق القيود ) ، والقيد هو حكم بريطانيا ، وقد وفّق في جودة الحبك والرّبط في سياق رائع .
استعراض المشهد العام
استعرض السيد الوزير المشهد في ثلاث صور:
الأولى: الأفراح التي عمّت البلاد لاسيّما النّساء بعد ضربات انجرامز الجويّة لبعض بادية حضرموت .
الثانية: صورة سوداوية لما كانت عليه البلاد قبل الأمن وعودة العدالة: ( والحق قائم عا العمود ) الذي وصفه بـ ( البلاء ) إلى البلاد:
وإلى الفنى زال البلاء والحق قائم عا العمود
تمثّلت الصورة في التالي:
أ ) الظّلم واسلوب الغدر الذي عمّ البلاد من قطع الطرق ونهب وقتل .
ب) اليتم وترمّل الزّوجات ولعلّه خصّهنّ بالفرح بعد أن أمنّ على أنفسهنّ وعلى أولادهن عندما شبّه الأمن بسيل روى الأرض ووصفه بالرّحمة الإلهيّة:
مشتق من السّيل الذي عمّ التّهايم والنّجود=رحمة بها وادي عجل يرقص وينعش بالبرود
كثرت بها الأفراح وارْتاحن حسينات الخدود=وإلى الفنى زال البلاء والحق قائم عا العمود
زانت وزانت لرض من نجران لمّا قبر هود=أما ضافي يمسي الرّاكب بنفسه والنّقود
من بعد ما كانت تمل مخافة من جور البدود=الظّلم عم والغدر ولا حد قط يوفي بالعهود
كم من بريء يسعى على عياله وفي الدّنيا يرود=يتموا عياله وارملوا زوجته وامسى في اللحود
أحوال شنعه منكرة يا خوي تقشْعر بالجلود=
الثالثة: صورة المشهد الدّولي والصراعات القائمة في الساحة الأوروبيّة وقتذاك ، وكيف يفكّر الصغار في مصائرهم:
وشّ بايقع لو عود في وادي غلط قد صكّ عود=من با يردّ الميل شي دولة قويّة باتنود
وان شي غضب ما با يخص بل با تقع صيحة ثمود=
وذلك إذا ما استندنا إلى قوله:
والسيل جارف في أوروبا شفه رابط بالحيود=وان ما وقع ذا با يقع اذلال عند زحم الوفود
واللي عرفته خير من مولى الحبش له ما يعود=
أو أنّه يقصد الفتنة والإقتتال في الداخل بين القبائل بحيث تخرج عن نطاق السّيطرة إذا ترك لهم الحرب على الغارب ولم يقم انجرامز بإجراءاته الحاسمة .
إنّه في العموم يعبّر عن رأي الدّولة الذي يعبّر عن رأي حكومة صاحبة الجلالة ، وليس هذا موضع اهتمامنا بقدر ما نحن نهتمّ بسهولة التناول لمواضيع تعدّ عسيرة في عالم اليوم لخطورتها ، ولعلّ التّصريح يعبّر عن الحرّية إذا ما قسنا بالرّمزية والتّشفير عند شعراء اليوم ، ومن يقرأ المساجلات الشّعريّة بين الوزير الشاعر وعائض بالوعل الشّاعر المفلق يجد تلك المساحة من الحرّية وذلك الجوّ من الود والبساطة . عندما قال الوزير الشاعر أبياته على مرأى ومسمع من جمهور الزّامل والمتفرّجين:
اليوم يوم السّعد والحظّ القــوي = يوم الظّفــر جبنا كرامـة ظـاهــرةْ
جبنا السفينة من ركب فيها نجي = ومن تأخّر بايقــع في الدّاهيةْ
أموال في خزنتي ورجالي معي = ما تختفي مثل الشّموس الظّاهرةْ
ومن عصانا اليوم بكرة بـايجـــي = تائب ويمشي في الطريق العابـــرةْ
هذا كلام الصدق والله والنّبي = يشهد وخلقه والسّيوف الباتــرةْ
أجابه الشاعر: عائض بالوعل وهو يمثل السلطة الكثيرية:
حبيب كيف الهرج والنطق العكي = كسرى وقيصر ماحوتْ على الدائـرةْ
ما بيع ناموسي ولا عزّي بشـي = والملس ماقبضهن خماسي بايرةْ
ذلاّ عوض ذي راح شف حظّه قوي= واليوم لُشرع كلها متساويـةْ
والله لو ما الهام عاده محتـوي = باهجم على الصفراء شبام العاليةْ
والضـّعف والقوة وراها تختفـي= الله اعلم من يحوز التاليةْ
والوعد والميعاد لا مات الوصي= بانقسم الميراث تركة صافيةْ
ــــــــــــــ