عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2011, 08:31 AM   #18
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]





نعم ليس سهلا ، ولن تكون النّصوص المفخّمة المفخّخة محل دراسة ولو بدائيّة لأنّ فاقد الشّيء لا يعطيه ، ويكفي أن تقرأها جملا مكرّرة جوفاء ليس بها معاني أكثر من ولولة كما يقال باللهجة الحضرميّة:

( درْبج درْبج لا تغوص ) ، أي ولول وأحدث أصواتا مزعجة ويأتي من ينقذك .

الشّيخ الحامدي السّيباني/سالم با شعفين
حيدر آباد ـ الهند

لهذا الشيخ الجليل معارضات شعريّة ذات صلة بالسياسة وبانجرامز المكروه ، حينها ، تعطي صورة واضحة عن تجانس وتناغم المواقف والخطاب ، فالشيخ المعارض صلاح احمد يخاطب السيّد اوزير بقوله:
عندي كلام الصّدق با يشهد به الخصم اللدود


وبذات القول يخاطبه الشيخ الحامدي:

هذا كلام الصّدق خذ قول النّصيحة ذي تقال


من قصيدة عصماء مطلعها:
ثم قال من جا له كتاب الهاشمي بعد الزّوال= حد يمدحه صادق وحد يقبحه ما هذا مقال

إلى قوله:
السّيد انكرني من اهلي والقرابة والعيال=من دوعن انْكرني ومن سيبان درعي والدّهال
لي مال في عقرون نا وقسيم في ذيك الجبال= والشّيخ يشهد لي وتشهد لي غلوبة با حبال
أرضي من الموجح إلى سوط القثم لي فيه مال=وليش تنكرني ونا من حلاّن روس الجبال
تتطابق المعاني نظرا لتطابق الخطاب والمواقف:

قال الشيخ باشعفين:
والهاشمي في كلامه يوم قال= في الملح زيّد وقصّر في النّبات
وانت تريضّ متى ما الوقت زال =
وقال الأحمدي:
يا ناظم الأبيات ذا سيفك موفّق في الغمود=روّض شوي عالهجن لا تلغب وتبرك في المقود

وقفة:
يلاحظ أن السيد الوزير كان يريد اقناع العشائر الحضرميّة بشأن دور انجرامز العسكري بحضرموت فخاطب رؤوس القبائل الذين اتّفقوا على الرّفض ، وواضح أنّ السيّد الوزير استخدم العصا والجزرة:
قال الشيخ الحامدي ابن شعفين:
ما نا طلب مولاي لي يعطي عطاياه الجزال= من فتنة الدّجال لا يا الله تجنّبنا الضّلال

وقال الشيخ صلاح احمد:

قم يا رسولي الخاص من حيدر اباد ارض السّعود=أرض الرّخاء والعدل والرّاحة وتحصيل النّقود

الشّيخ يشير من طرف خفي إلى مساومة ، وهذا طبع الإنجليز وسيأتي انموذج يثبت أنّهم يعمدون إلى اسكات القبائل العربيّة بالمال أوّلا وإن لم يكن فبالنّار والحديد .
أشار إلى:
الرّخاء
العدل
الرّاحة ( والرّاحة من الطمأنينة والطّمأنينة من العدل )
الكسب المادّي الحلال .

ورد في مذكرات سليمان فيضي باشا حواره مع لورانس كيف أنّ الأخير حاول اقناعه بنصب خيمة وفتح البنوك له وما عليه إلاّ أن ينفق على وفود البادية القادمين عليه بشرط أن يثوروا على الدّولة العثمانيّة ، وقد كان لهم ذلك ولكن عن طريق الشّريف حسين فيما عرف بالثّورة العربية الكبرى ، ذلك أنّ سليمان فيضي رفض عروض لورانس.

إنّ تناول أوراق تاريخيّة يحتاج إلى حياديّة وجهد وصدق ومقدرة وهدوء أعصاب لاسيّما عندما يكون روائيّ سمعي في معظم أحداثة وذلك لتنقيته وليس إلى رغاء وولولة لخدمة ذوات مهزومة متكسّبة.

............................ تبع
التوقيع :
  رد مع اقتباس