[سالم علي الجرو]

قلمي لي ـ يا أبا خالد ـ لكنه تحت أمر ملكة الحب وسلطان السياسة ومهنتي تصفّح العيون وقراءة ما وراءها . في عيون شرر ووعد ووعيد:

يا هذا ابتعد

وفي عيون فتور ونداء:

يا هذا اقترب

عرف السلطان لغة القلم ولم تعرف الملكة همس الفؤاد .
بين ابتعاد ورعشة نهاية البسمة ومصادرتها وبين اقتراب ورعشة مداعبة الهمس الشّفاه يمضي العمر ، فإن قلت عذاب هنا وهنا فأنت محقّ ، لكنّ عذاب الشّوق سعادة وآه من عيون الملكة وهجرها ومن عيون السلطان والشرر .
تمرّد قلمي هنا واستسلم هناك فهو القويّ وقوّته في حياديّته أو في استشهاده ، وضعفه في الاستسلام ، لكنه استسلام القلب العظيم .

قلمي شهيد أينما يذهب ، فهل لك في علوم السحر ما يحيي ويزيد من صريره؟ وهل لك فهم في علاج الأرواح المعذّبة؟ .