عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2011, 12:44 AM   #5
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]
ضمن قرءاتي للشعر الشعبي في هذه السقيفة وجدت فيه ما وجدت من تكرار لعيوب بعض شعراء الشعبيين من الذين يأتون بكلمة مخترعة من هاجسهم ، قلما يعرفها قراء شعرهم ، ولأنها مخترعة لن يعرفها القراء الآن فكيف بالجيل القادم ، فخذ مثلا قال الشاعر عبدالصمد باكثير ( توفى سنة 1025هـ ) :

وانا إن تمخلعت في عشقك = لي بالتخلاع فيك أعذار
وانت أن تعجرفت يصلح لك=وأنا إن تعجرفت ياستار

فماهو التمخلاع ؟؟

وهناك شعراء من يأتون بكلمات لايعرف تفسيرها إلا أهل بلدته أو قريته دون غيرهم كما أننا في معظم الشعر الشعبي ومنه ماهو موجود في هذه السقيفة لن نقدر أن نأخذ منه أي حقيقة لأن كثير من الشعراء يشيرون اشارات بعيدة لا يهتدى الى فهمها إلا القليل جدا من الناس ، كما يعرف في ذلك في شعرهم .

فلابأس أن تجد شاعرا يحسن توظيف الخيال ورسم الصور واللوحات الشعرية الجميلة في قوالب شعرية ، ولكن إذا كان الشاعر يخترع لنا كلمات ك : ( التخلاع ، و القرنون ، وشيبه مكلوس ) وعدنا الى فقه اللغة الحضرمية فلم نجد لهذه الكلمات معنى ، ورجعنا الى قوامس لغة العرب فلم نجد أثرا أو معنى لمثل هذه الكلمات ، فلا يتحجج بعض الشعراء علينا بما احتج به الشاعر العربي ( ابوتمام ) حين قال له رجل : يا أبا تمام ولم لا تقول من الشعر ما يعرف ؟ فقال: وأنت لم لا تعرف من الشعر ما يقال؟


.

حقا ماذكرت أخي "ابوعوض الشبامي" من تضمين بعض الشعراء ألفاظ غريبة على القاريء ويبدو لي في بعض الأحيان أن الشاعر نفسه لا يعرف معناه ؟؟ ..

هذه حالة موجودة ، ولكن البعض الآخر من الشعراء يستخدم ألفاظ بيئته المحلية أو قريته أو الوادي الذي عاش فيه وهذه الألفاظ قد تكون غريبه على المستمع من غير بيئته وهنا لا نستطيع أن نعيب الشاعر في هذا التوظيف الفني للألفاظ التي نشأ على سماعها وترعرعت في وجدانه وعقله . صحيح أن شعر هذا الشاعر قد ينحسر وينأى عن الانتشار والوصول الى الآخرين من خارج بيئته الا اذا حاول أن ينتقي ألفاظ معجمه الشعري بحيث يكون مفهوما على الأقل في بيئته الحضرمية أو الوطنية ..

اما إجراء بعض التطويع الطفيف في الألفاظ بحيث يتمكن المتلقي من فهم وتذوق ما أراد الشاعر التعبير عنه فهذا وجه فيه اثراء للغة والشعر ، وهو يحدث حتى عند كبار الشعراء وفيه شي من الطرافه ، ولا يعبر هذا التطويع عن عي أو عجز عند الشاعر وانما يعبر عن طرافة وامتاع وظلال شعرية ايحائية يستخرجها الشاعر من الفاظ بيئته بعد مرورها بوجدانه وانصهارها بموهبته وقريحته .. وهذا هو الفرق بين من يكتب الفاظ غريبه في شعره عن إعياء وعجز ، ومن يكتبها عن تمكن وقدرة وتطويع حقيقي فيه من الجدة والطرافة في آن معا ..

فهل الشاعر بن شهاب يمكن ان يوظف الفاظا غريبة عن عدم قدرة او عجز .. ويحضرنا شاهد من الشواهد عند المحضار في أوبريت "الطالب المعاكس"عندما قال :

هـــذا كــلامــي وأنت لــو تسمعـــه با يفيـدك *** باينفعـــك يـوم ثاني في يـوم يشتـد عـــودك
مــاشي كمــا العلــم غايـة بها تثبت وجـودك *** وتعـرف أسرار كونـك وتسير فوقـه بمقيـاس


الى قوله :

لأنهــم هــم أملنـا مستقبــل اليـوم والغـــد ***لازم نحافـظ عليهم ونعدهـم للزمـن عـد
وإن كان حد شاف واحد منهم طغى أو تمرّد *** يراجعـه باللطافـة الضغط يلقـي تنرفـاس


لفظة (تنرفاس) لانستخدمها في لهجتنا ولكننا نستخدم لفظة "تنرفاز" بمعنى اثارة اعصاب المرء .. واللفظة (تنرفاس) في البيت الشعري بمعنى تنرفاز ولكنه طوعها للقافيه وهذا مجاز في الشعر الشعبي .. والأمثلة من هذه الظاهرة كثيرة خاصة عند الشعراء الرموز والمواهب الكبيرة ..

أما الذين يكتبون مالا يفهموه هم الشعراء ويطلبون من الناس ان تفهمه وتشيد به .. فلا حرج على المتلقي ان تجاهله أو سبب له بعض الضيق أو التنرفاس ..

تقبل تحياتي أخي " أبوعوض الشبامي " .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس