[أبوعوض الشبامي]

.

يحكي ان الامام يحيي بن حميد الدين الزيدي الذي تولي حكم في اليمن في الفترة من عام‏1904‏ وحتي عام‏1949‏ م. كان يخشي بشدة علي بلاده من حسد جيرانه الخليجيين عموما والسعوديين منهم علي وجه الخصوص‏,‏ وذلك ببساطة ـ حسب اعتقاده ـ لان عدد سكان شعبه كان ومازال إلي الآن ـ يفوق بكثير عدد سكان اية دولة خليجية اخري وبالذات السعودية‏.‏

هذا الخوف من الحسد الخليجي والسعودي دفع ذلك الامام وهو مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية التي حكمت اليمن حتي اوائل حقبة الستينيات من القرن المنصرم ـ إلي إخفاء نتيجة اي احصاء سكاني عن عيون جيرانه وعن العالم كله وهي السنة التي سار علي نهجها علي الارجح ابناؤه من بعده‏.‏ فكان كلما جرى تعداد الاحصاء للسكان في اليمن كان على كل ناحية وعزلة وقرية ومدينة ان تسلم تعداد الاحصاء للسكان الى يد الإمام شخصيا .. والامام يتولى ( الجمع ) والاحتفاظ بسر عدد سكان اليمن لنفسه .

ومرت السنين و انتهى حكم آل حميد الدين سنة 1963م فحمل الآمام سجلات احصاء السكان معه ليتحفظ بالسر وحده بعد هروبه من اليمن .

وجاء الرمز الطالح سنة 1979م واحتفظ طيلة 33 عاما بسر ميزانية وارصدة الحكومة اليمنية المالية على غرار ما كان يفعل الامام مع تعداد السكان ، واصبح سر المليارات اليمنية سر لا يعلمها إلا الرمز الطالح تحت أمره وتصرفه ، وربما هو أيضا يخشى عليها من عين حسد الجيران ومن عيون العالم .. وحين يهرب الرمز الطالح خارج اليمن فإنه سيفعل كما فعل الامام بسجل احصاءات السكان سيأخذها معه ....!!

يابخت أبويمن حكامهم يخشون عليهم من عيون الحسد ... لهذا لن تصيبهم عين الحسد وسيبقى الحال عندهم على ماهو عليه منذ أن أنهار سد مأرب ...!!


.