غضب وأدب
عرفنا عن شعر الغضب الناتج عن مفاخرة في الأنساب والبطولات والهجاء في المساجلات أو المعارضات وكان نعم الأدب وإن كان شعبيا: شعر ومعنى في سلاسة وحسن سبك ووحدة موضوع ، وعرفنا شعر غضب ناتج عن عقدة تفوق . الأخير يعمد قائلوه إلى:
غريب الكلام وتبنّي قوافي صعبة لغرض التعجيز حفاظا على التفوق وليس اتجاها نحو توسيع المعاني وجمال القصيدة .
هذا المنحى يضعف القصيدة ويهبط بالقيمة الأدبية ويذهب بعذوبة الشعر إذا جاز لنا التعبير ، ويمكن أن تحدث مثل هذه المعارضات في جلسات مصغرة بقصد التسلّي ، لكن أن نتناوله بصفة أدبية في منتديات أو ملتقيات كبرى فذلك أمر يصعب على متذوقي الشعر قبوله نظرا لغياب القيمة الأدبية ، ويكفي أن تقرأ الردود والمداخلات التي تأخذ منحى شخصي وهي خير دليل على فقر القصائد التي تأتي على هذا المنوال من المعاني والقيمة .