[سالم علي الجرو]

الشعر يواكب الأحداث ويتفاعل معها وينطق بالإصلاح والتشخيص ويعري الفاسدين سياسيا ويعرف الناس بحقوقهم والتذكير بما حققته الشعوب المتقدمة ، ذلك أن صوت الشعر الشعبي له وقعه وله تأثير وصدى:

قال ابن سحلول قوموا واذهنوا يانيام
إلى متى يابني شعبي يكون المنام
هو عاد شي شمس باتشرق كفى ذا الظلام

قال نزار في قصيدته ( محاكم التفتيش ):

لا يستطيعُ أحدٌ أن يستجوبَ قصيدةً..
ويسألها: أين كانتْ؟
ومعَ منْ كانتْ؟
وفي أيَّ ساعةٍ رجعتْ إلى البيتْ؟
القصيدةُ، هي التي تطرحُ أسئلتها
وتستجوبُ مُستجوبيها

ولأحمد مطر:
دمعة على جثمان الحرية
أنا لا أ كتب الأشعار فالأشعار تكتبني ،
أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني ،
ولا ألقى سوى حزن، على حزن، على حزن ،
أأكتب أنني حيّ على كفني ؟

نكتة سوداء تصلح لذاكرة وخيال شاعر

سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي ؟؟؟
فأجابه : مثال:
أنا قحمش الفلوس واكنزها ( أي خبّيها ) واصرف على البيت واسمي: الرأسمالية ...
وأمك تنظم شؤون البيت ، اسمها: الحكومة ...
و انت تحت تصرفها ، اسمك الشعب ....
و أخوك الصغير اسمه المستقبل ...
والخادمة اسمها: القوى الكادحة
وعليك اكتشاف معنى الفساد السياسي
سمع الطفل ذات ليلة صوت أخيه الصغير يبكي قام وذهب اليه فوجده بمفرده ملطخ بالأوساخ . ذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ، ذهب يبحث عن ابيه فوجده مع الخادمة .
و في اليوم التالي قال الطفل لأبيه : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي ..
قال الأب : ما شاء الله عليك ... هات يا بني
قال الطفل : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق
يصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً ويصبح المستقبل غارقا في القذارة ، هنا يكون الفساد السياسي ...