[سالم علي الجرو]

الشعر العامي الحضرمي يخلد أكثر من غيره نظرا لمصاحبته لواقعه المتغيّر بحال من التداخل أو قل من التخلل والعناق .
إلى اليوم نستشهد بأبيات قديمة جدا تعكس واقعا ما في مرحلة من مراحل التاريخ ، وحتى الغنائي منه:
( يا رعى الله ليالي أيّام مرت ولا شي حكومة ..... )
إن نصيبنا من الثقافة الشعبيّة يفوق بكثير نصيبنا من الثقافة الفصحى والعلمية المحددة في نخب ، وعليه فإن تفاعل الشعر الشعبي مع الحدث الآني لا سيّما الإستثنائي منه لا بد وأن يكون حاضرا بتأثيره القوي كما عهدناه في تاريخه خلال عهود خلت في المطولات وشعر الزامل والدّان وحتى شعر الحصاد: ( يا مال مالك مولا = يا راعة شلّي ذولا ).
في الشبواني كلام مقفّى في محاذاة اللحظة إلا أنه خلا من السحر والشاعرية ، وهو على كل حال يعتبر حقنة في قسم الطوارىء ...... نريد شعرا يوثق قابل للخلود ولو في أبيات قليلة ، وإني هنا أطلب من الشاعر ( ابن أحمد ) أن يدلي بدولة ويقول شيئا ، ذلك أنه على اتصال شعوري بحال القصيدة في ديارنا الحضرمية .