عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2014, 02:48 PM   #25
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

من تواضع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرعيته ....

روي: ((أن عمر رضي الله عنه التقى بامرأة صحابية، يقال لها: خوله بنت ثعلبة، وهو يسير مع الناس، فاستوقفته، فوقف معها ودنا منها وأصغى إليها سمعه حتى أنهت حاجتها وانصرفت، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! حبست رجالات قريش على هذه العجوز! فقال: ويحك، أتدري من هذه؟ قال: لا. قال: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، والله، لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت عنها)). رضي الله عنه.
وروي: ((أن عمر رضي الله عنه بينما هو يدور بالليل يعس في نواحي المدينة ويتفقد أحوال الرعية؛ إذ هو يسمع صوت امرأة داخل منزلها ترفع صوتها بأبيات شعر تتحنن على غربة زوجها وتشتكي وحدتها، وهي تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه
وارقني أن لا خليل ألاعبه
ألاعبه طوراً وطوراً كأنما
بدا قمراً في ظلمة الليل حاجبه
فو الله لولا الله لا رب غيره
لحرك من هذا السرير جوانبه

فلما سمع عمر رضي الله عنه مقالتها؛ هزت قلبه عواطف الرحمة، فرجع إلى حفصة ابنته، فناشدها الله، وقال: اصدقيني، ما أقصى ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت رضي الله عنها: هي المدة التي ضربها الله للمتوفي عنها زوجها)).
وعن الحسن البصري قال: ((بينا عمر رضي الله عنه يعس بالمدينة ليلاً لقيته امرأة تحمل قربة، فسألها، فذكرت له أن لها عيالاً وليس لها خادم، وأنها تخرج ليلاً فتسقى لهم الماء، وتكره أن تخرج نهاراً، فحمل عمر عنها القربة حتى بلغ منزلها، ثم قال لها: أتي عمر غدوة يخدمك خادماً)). فرضي الله عنه عمر.
وروي: ((أنه إذا قدمت الرسائل من الغزاة المجاهدين إلى أهليهم بالمدينة هو الذي بنفسه يأخذها ويوصلها إلى بيوت العزاب)). رضي الله عنه.
وروي أن أسلم مولى عمر رضي الله عنه قال: ((خرجت ليلة مع عمر إلى ظاهر المدينة، فلاح لنا بيت شعر، فقصدناه؛ فإذا فيه امرأة تتمخض بالولادة وإذا هي تبكي، فسألها عمر عن حالها؟ فقالت: أنا امرأة عربية وليس عندي شيء من الطعام، فبكى عمر وأسرع راجعاً إلى المدينة، فقال لزوجته أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: هل لك في خير ساقه الله لك؟ ثم أخبرها الخبر، فقالت: نعم. فحمل على ظهره الدقيق والشحم، وحملت هي معها ما يصلح شأن المرأة، فولجت المرأة على المرأة وعمر جلس مع زوجها وهو لا يعرفه، حتى جاءت أم كلثوم، فقالت: يا أمير المؤمنين! بشر صاحبك بغلام)). فرضي الله عن عمر وأهله.
وله قصة أخرى تشبه هذه، قال أسلم مولى عمر: ((خرجت مع عمر ليلة من الليالي خارج المدينة، فلاحت لنا نار من بعيد، فقال عمر: يا أسلم! هؤلاء ركب قد قصر بهم الليل، انطلق بنا إليهم، فإذا امرأة معها صبيان لها، وإذا الصبية على النار يتضاغون حولها، قال لها عمر: ما هذه النار؟ وما هذا القدر؟ قالت: أريد أن أعلل الصبية حتى يناموا؛ لأن الجوع والبرد أقلقهم عن النوم، فالله بيننا وبين عمر. فبكى عمر، ورجع من ساعته إلى دار الدقيق، فأخرج عدلاً فيه دقيق وجراباً فيه شحم، فحملهما على ظهره، ثم أعطاها نفقة، والمرأة لا تعرفه)). فرضي الله عن عمر.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس