03-25-2006, 11:04 AM
|
#1
|
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه
|
الحب الأول..بين الفشل والقول {ماالحب الا للحبيب الأول}
الحب الأول .. بين الفشل والرأي العلمي للقول { ماالحب الا للحبيب الأول}
اخترت لكم هذا الموضوع في مقالتين احدهما للكاتب الكبير انيس منصور ويتميز يكثافة المعلومات العاطفية , والأخرى عن {صحيفة القارديان البريطانية} وتتميز بالرأي العلمي في ذات الموضوع , ربطهما إحساس إنساني رفيع وجمعهما خيط وجداني واحد آثرت ان اضعه لأخواني في السقيفة لتعميم الفائدة .. وهاكم المقال الأول :
وراء الناجحين حب فاشل!
انيس منصور
رفضوا حاضرهم، لأنهم لا يعرفون مستقبلهم. ولو عرفوا ما رفضوا. فالشاب تشرشل أحب فتاة من النبلاء. بعث إليها بعشرات الخطابات. فلم ترد. بعث إليها من يقول انه يريدها زوجة فاعتذرت، وأخيرا عرض أحفاد هذه النبيلة رسائل تشرشل إليها في مزاد علني، فاشترى أحفاد تشرشل هذه الرسائل الغرامية العنيفة!
الضابط عبد الناصر تقدم لفتاة فاعتذر أهلها، وكذلك الضابط معمر القذافي..
والشيخ سعد زغلول، الذي صار زعيم مصر بعد ذلك. كان طالبا في الأزهر. وكان مثل غيره من الطلبة يجلسون على الرصيف يتطلعون إلى الفتيات. ولكنه كان عف اللسان (عفيف القلب)، كما يقول الباحث الكبير د. زكي مبارك.. فلك النظرة الأولى وعليك الثانية.
وفي يوم نظر من النافذة فوجد جارته جميلة. فاكتفي بالنظرة الأولى. وتحرك القلب والتهب. والحديث الشريف يقول «من أحب فعف فكتم مات شهيدا». وتقدم الشيخ سعد زغلول يطلب يد الحسناء، فاعتذر أبوها دون حاجة إلى إبداء الأسباب. فأين الشيخ سعد من أبيها الغني صاحب الحسب والنسب. ولم يطق سعد زغلول صبرا فترك حي الأزهر، وعمل محاميا، وخلع الجبة والقفطان والعمامة وصار الافوكاتو سعد زغلول أفندي، وتقدم لبنت مصطفى باشا فهمي رئيس الوزراء. ووافق الباشا وكانت زوجته هي (صفية زغلول) أم المصريين. وصعد زغلول في السياسة وأقيمت له الحفلات والاحتفالات. وتشاء الصدفة أن الرجل الذي رفض الشيخ سعد زغلول زوجا لبنته يقيم لسعد زغلول باشا حفلا بمناسبة عودته من أوروبا.
وقال الذين عرفوا غرام سعد باشا إن الرجل كان مهموما وكان يتمنى أن يرى المحبوبة وحدها أو مع زوجها. وكان يتلفت يمينا وشمالا، ولم يكن سعيدا تماما بحفاوة الأب الذي نسي أنه رفضه. ولكن الباشا لم ينس ويقول الذين شاهدوه في تلك الليلة إن دمعتين نزلتا من هنا ومن هناك من عيني الباشا سعد حزنا علي الشيخ سعد..
يقول أستاذنا توفيق الحكيم إن د.طه حسين لم ينس حبه الأول! ويقول الشاعر كامل الشناوي إن توفيق الحكيم لم ينس حبه الأول. وأقول أنا إن كامل الشناوي لم ينس حبه الأول والحقيقي لإحدى المدرسات التي كان يبعث معنا إليها خطابات ووردا..
وكان لأستاذنا الفيلسوف د. عبد الرحمن بدوي حب وحيد، وكان حريصا على كتمانه. ولكنه في آخر أيامه وضع هذا الحب عن قلبه، وقال رغم تعدد الغراميات في حياته هنا وفي باريس إلا أن هذا هو الحب الأول والأخير..
وقال الصحفي الكبير مصطفى أمين إن سعد باشا زغلول قد وضع لافتة في مكتبه عندما كان محاميا وعلى هذه اللافتة بيت شعر غريب. ولكن معناه في أعماق سعد زغلول. يقول بيت الشعر:
وإذا دعيت الى تناسي عهدكم
ألغت أحشائي بذاك حشاها
إذن هو أيضا لم ينس!
-------------------------
ماالأسس العلمية للقول { ماالحب الا للحبيب الأول}
مقولة <<وما الحب إلا للحبيب الأول>> صحيحة علمياً
من الافضل ان تحب وتخسر من ان لا تحب على الإطلاق. لكن لماذا يصبح الحب مرة جديدة اكثر صعوبة ولا نجد الحبيب؟
السبب، كما يؤكد العلماء، أن عقلنا ثبت على حبنا الاول.
فلقد درس باحثون من جامعة فلوريدا طبيعة الحب من خلال دراسة ادمغة وتصرفات ذكور فئران الحقول المعروفة بإخلاصها لشريكاتها وعدائها للإناث من فئران الحقول غيرها منذ ان تجد لها شريكا ذكرا. ووجد العلماء ان ذكور فئران الحقول تخلص لإناثها منذ لحظة تزاوجها وذلك لأن عملية التزواج تحدث في ادمغتها دفقا لمادة كيميائية تولد لديها شعورا بالسعادة لا سابق له، يقول العلماء إنها <<مخدر الحب>>.
وأثبت العلماء وجود <<هذا المخدر>> من خلال حقنه في ادمغة ذكور فئران حقول لم تتحد بعد بعملية جنسية مع شريكات من الإناث. ووجدوا لدى هذه الفئران الشعور نفسه بالسعادة والشعور نفسه بالعداء للإناث غير شريكتها بحيث بقيت ملتصقة بشريكتها الاولى رافضة لغيرها.
وأظهرت تجارب اخرى ان هذه المادة موجودة في جزء معين من الدماغ في منطقة موجودة لدى كل الحيوانات كما لدى البشر، وأن دماغ البشر يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها دماغ الحيوانات إلا أنها اكثر تعقيدا لأن للبشر دماغاً اكبر ويتعرضون لضغوط اكثر ولأنهم قبل كل شيء... يفكرون.
وخلص العلماء في دراستهم التي نشرت في <<مجلة علم الاعصاب>> الى ان الإخلاص هو عملية بيولوجية وأن مقولة <<والحب ليس إلا للحبيب الاول>> لها اسسها العلمية.
(عن الغارديان البريطانية)
|
|
|
|
|