عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2012, 11:24 PM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


باشراحيل.. شهيد الكلمة

6/16/2012 قيس سالم الدوعني

لم ألتق به سوى مرة واحدة لكني وجدته كما تخيلته وكما رُسمت ملامح شخصيته في ذاكرتي, وجدته رجلا يحمل هم أمة ويبذل كل غالي ونفيس لإحقاق الحق ولو كره المفسدون, هي لحظات التي تشرفت بالجلوس في حضرته في مكتب صحيفة "الأيام" في عدن مطلع العام 2009م قبل الإغلاق القسري للصحيفة بأشهر معدودات من قبل نظام صنعاء الناقم على كل ما هو جنوبي.

بعد أن عرفني له الأستاذ الفاضل تمام باشراحيل كواحد من تلامذة مدرسة الأيام الصحفية الرائدة والتي أفاخر بكوني ممن نهلوا من هذا النبع وتعلمت أبجديات العمل الصحفي في هذه المدرسة الباشراحيليه العظيمة, خلال لقائي به الذي لم يتعد الربع ساعة زاد إعجابي بشخص الأستاذ هشام باشراحيل الذي لا تمل من حديثه المحشو باللهجة الثورية ضد الظلم والطغيان فمن كلماته الدُرر التي سمعتها منه في ذلك اللقاء الذي ضم أيضا شخصيات أخرى وهو يتحدث عن مثوله أمام القاضي في المحكمة حول إحدى القضايا؛ القاضي:


يا باشراحيل أنت تقول أن الشماليين قد نهبوا أراضي الجنوبيين ؟ فكان رده على القاضي: وهل عندك شك في ذلك ؟.

اليوم وأنا استقبل هذا النبأ الفاجعة فأني أترحم على روح الأستاذ هشام باشراحيل "شهيد الكلمة الصادقة" وأرجو من الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحُسن أولئك رفيقا.


باشراحيل هشام شهيدا آخر للكلمة الصادقة وضحية من ضحايا عنت السلطة الحاكمة في صنعاء ضد كل ما هو جنوبي شريك مغدور به في وحدة 22 مايو ذلك أن باشراحيل قد سخر كل قواه للدفاع عن حقوق أبناء الجنوب التي سُلبت بفتاوى علماء الوحدة فحيكت ضده المؤامرات والدسائس وزُج به في المحاكم في انتهاكات صارخة لحقوق الصحافة والصحفيين ولم يتوقف الحقد القادم من الشمال عند هذا الحد بل وصل إلى اقتحام جحافل الجيش لمقر صحيفة الأيام ومحاصرته وقتل الأبرياء وترويع الآمنين من أبناء عدن المسالمين الذين عرفوا المدنية وعاشوا في كنفها سنوات طويلة.

كنا متفائلين بما يعرف بحكومة الوفاق الوطني في أن تعيد الحياة في شرايين الأيام وتعوضها عن لحق بها من ضرر من النظام السابق لكن الواقع لم يتغير لأن وراء الأكمة ما وراءها, بل استمرت في محاكماتها الكيدية ضد الأيام وناشريها ومنتسبيها على خطى النظام السابق لتبعث اليقين لدى أبناء الجنوب أن شيئا لم يتغير.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس