عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2010, 01:46 PM   #3
شعرور
حال جديد

افتراضي

العيد هو مايعود ويتجدد ويظهر فيه الفرح والسرور ولما كان العيد له من التقديس والتعظيم والمهابة والتأهب كما ذلك معروف وكما كانت عليه أعياد الجاهلية ... والعبادة توقيفية مبناها على التوقف فلا يعظم ولا يقدس إلا ما جعله الشارع معظما ومقدسا كيوم الجمعة وعيدي الفطر والأضحى وأما ماعداه فلا يجوز جعله يوما معظما لعدم النص على تعظيم مثل ذلك والعبادات كما أسلفت توقيفية ... وخلاصة الكلام أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الأمة عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد كراهة أن يتجاوزوا حد التعظيم
قال الطيبي صاحب شرح المشكاة المتوفي سنة 743 " نهاهم عن الاجتماع لها اجتماعهم للعيد والنزهة ...وكانت اليهود والنصارى تفعل ذلك بقبور أنبيائهم فأورثهم الغفلة والقسوة ... ومن عادة عبدة الأوثان أنهم لا يزالون يعظمون أمواتهم حتى اتخذوهم أصناهم وإلى هذا أشار بقوله " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " فيكون المقصود من النهي كراهته أن يتجاوزوا في قبره غاية التجاوز ولهذا ورد : " اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ... "

وقال المناوي صاحب فيض القدير " ويؤخذ منه أن اجتماع العامة في بعض أضرحة الأولياء في يوم أو شهر مخصوص من السنة ويقولون هذا يوم مولد الشيخ ويأكلون ويشربون وربما يرقصون فيه منهي عنه شرعا ، وعلى ولي الشرع ردعهم على ذلك ، وإنكاره عليهم وإبطاله "انتهى .
فعلم من هذا ... النهي عن قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم والاجتماع لذلك في يوم محدد مخافة التعظيم .... بل يشرع السلام له عليه الصلاة والسلام في أي مكان ولذ جاء في نفس الحديث " وصلو علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم "
ولا يجوز تخصيص يوم بالزيارة إلا ماود الشارع بتخصيص ذلك اليوم بالزيارة كزيارة قباء يوم السبت ...
ويجوز أن يحفظ الرجل قبر أبيه ليتعاهده بالزيارة لحديث " أتعلم به قبر أخي "
وكذا يجوز للرجل أن يتعاهد قبر أبيه بالزيارة في يوم محدد إذا لم يعتقد في تخصيص ذلك اليوم فضيلة وكان تعاهده بالزيارة لذلك اليوم له سبب مصلحي كأن يكون يوم عطلة له ....
وغلو الناس في في مسألة معينة لا يرتد ذلك على صحة المسألة ... كما لو حذر الأطباء من حمى الضنك فامتنع بعضا من الناس من الخروج من البيت خوفا من الإصابة بالمرض فلا يعني هذا أن قول الأطباء غير صحيح
هذا ما تلخص ذكره
وشكرا لكل من اطلع على الموضوع
  رد مع اقتباس