.
البارحة وصل أعضاء السقيفة الكرام الى محابي سقائفهم وكل عضو منهم توجه وفتح السقيفة ، والتي عادة ما تكون من نصيب اهتمامه ، وتفاجأ الأعضاء بموضوع واحد مثبت في كل سقيفة كتب
بالخط الأحمر والعريض
(( لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم وفكركم في هذه السقيفة )).
فتح جميع الاعضاء الموضوع لمعرفة من هو المتوفى والذي يعيق تقدمهم وتقدم سقائفهم ، وفي الموضوع كان هذا النص مكتوبا بالخط الأحمر:
(( نرجو الدخول الى سقيفة العزاء وتقديم واجب العزاء في السقيفة المخصصة لذلك وعلى اصحاب القلوب الضعيفة مراعاة أن هناك صورة المتوفى مسجى في كفنه ))
حزن من حزن على وفاة عضو في السقيفة ، ولم يكثرت الكثيرون لوفاة هذا الشخص المؤذي والمعيق لتقدمهم الفكري والابداعي ، ولكن الفضول تملك الجميع لمعرفة من هو هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم وتقدم سقيفتهم ويقف عائقا أمام النجاح والابداع ؟؟؟؟
بدأ الازدحام على سقيفة العزاء وتحول مئات الاعضاء اليها وفتح الجميع موضوع العزاء لرؤية صورة هذا الشخص المسجى في الكفن. وكلما رأى شخص صورة ما يوجد بداخل الكفن أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه. لقد كان واضع الصورة اعتمد على خدعة فنية من الفوتوشوب ووضع مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل صورة المسجى في الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول :
(( هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك وابداعتك في هذا السقيفة وهو أنت ))
من توفى فقد توقف عقله ، ومن وقف عقله توقف عن التفكير ومن توقف عن التفكير فهو غير موجود ، وكما قال احد الفلاسفة (( أنا افكر فأنا موجود )) ...!!
السقيفة لن تتغير عندما يتغير المشرف ، أو تتغير المعرفات ، أو تنزع الالقاب من هذا أو ذاك ، أو يعلن مقاطعها اصحاب النفوس المريضة اعداء النجاح وتحججهم بحجج واهية ضعيفة....!!
استوعب الاعضاء الدلالات من هذا العزاء ، واغلق موضوع العزاء واعلن المشرف العام نقل الموضوع الى سقيفة المحذوفات ، ليكون قبره هناك ، وينطلق الاعضاء في جميع السقائف من جديد دون حد وتقييد من احد يأمرهم عن ماذا يكتبون وماذا يقولون وفي ماذا يتجاذبون اطراف الحديث ..!!
عظم الله أجركم في من توفى البارحة تحت جدران السقيفة ...!!
.