عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2007, 09:19 AM   #23
عمر الحبشي
شاعر السقيفه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو
أخونا القاضي كتب يسأل: [ ماذا قدّم لنا صدام حسين من إنجازات ملموسة؟. ]
[ ولا يأتي مزايد ويقول بأن صدام حسين استطاع الوقوف في وجه هؤلاء. ]
لا ندري بسؤاله هذا هل يريد أن يلمّح إلى أن الرئيس صدام كان شرا أو أنه حرف علّّة في بلاد الرافدين؟.
أين القاضي من تقارير الأمم المتحدة التي أشادت بالعراق في عهد صدام . كان في المرتبة الأولى في المنطقة من حيث الرعاية الصحية؟.
أين القاضي من دخل الفرد في العراق أيام صدام؟. ليتك أخي القاضي تسأل عن الأمية وعن التعليم في العراق لاطلعت على حقائق تغيض الأعداء ، ناهيك عن كثير من الإنجازات التي شهد بها العدو قبل الصديق. وحسبك أن تعلم بأن الاغتيالات طالت 185 أستاذا جامعيا في كافة التخصصات بعد الغزو. ليتك أخي القاضي حولت السؤال إلى الصيغة التالية:
ماذا حقق الغزو الأمريكي للعراقيين وللأمريكيين وللعرب وللعالم؟ ، ولا بأس من إضافة سؤال آخر: ماذا خسر العراق والعرب من الغزو العراقي للكويت؟ ، ولو كنت مكانك لسألت سؤالا ثالثا: ماذا كسبت أمريكا من الغزو العراقي للكويت؟ لكان أجدى وأفضل.
الذي شدني وبالتأكيد شدّ الجمهور العربي ، الجانب القومي في جهاد صدّام ، فمن ذا سينكر مواقف صدام في هذا الجانب طيلة فترة حكمه؟. آمل أن تعود إلى وثائق تاريخ الصراع العربي الاستعماري وحروب فلسطين ، ففيها ما يغني.
ذكرت أخي القاضي: [ الإستراتيجية ] ، وأظنك تقصد الغايات الأمريكية . إذا كان كذلك فإن صدام الرئيس رفض أن يرضخ للأمريكان فحاصروا بلاده وجوعوا شعبه وأماتوا أطفاله ثم غزوه ونكلوا به وشنقوه ، وعدم الرضوخ يعني: ( الوقوف في وجه هؤلاء ).
الحصار والتجويع والغزو والتنكيل والشنق ، يعني الوقوف بحسم وصرامة ضد من رفع هامته وقرر ( الوقوف في وجه هؤلاء ) ، فأين المزايدة وأين من يزايد والأفعال تتحدث والتاريخ يحكم؟.
يخافون صدام حيا وميّتا يا صديقي القاضي ، ولو اعتبرت هذا القول من المزايدات ، فلماذا لم تسلم جثته لعائلته خارج العراق؟ ، ولماذا استعجلوا في دفنه موصين بأن لا يشيعه عدد أكثر من خمسة؟ . ليست مزايدة بدليل التخبط الذي يعيشه من اجتهد بكل ما أوتي من قوة في إقامة دولة في العراق وهو لا يستطيع أن يبتعد أمتارا عن المنطقة الخضراء. أليس هذا من أعمال الـ (وقوف في وجه هؤلاء؟ ).
سيتعين على الأشقاء الأشقياء والجيران في العالم الثالث كل ما حلّت عليهم مصيبة مدبّرة أن يجادلوا بعضهم ، من مع من ومن ضد من ومن سيتولّى من في السر والعلن: في الصومال وأثيوبيا هي الغازية ومن خلفها أمريكا ، في العراق وأمريكا هي الغازية وفي أفغانستان وأمريكا هي الغازية ، وفي إيران وأمريكا هي التي تهدد بالغزو ، وفي لبنان وأمريكا هي المقرر ، وفي فلسطين وأمريكا هي المسيطر وفي دارفور وأمريكا هي المدبر ، ولا ندري إلى أين ستنتقل رقعة الشطرنج يوم غد ، وعلى هذا قيس وحدد واسأل: أين نحن وأين القضية ، فالأمر بات مكشوفا فمن حيث الدماء والجثث والأشلاء والدمار والحصار والتجويع والتقتيل والتهجير والتجهيل تجد أمريكا ، والذي لا يقف في وجهها يعيش منعما ، والمعتقل أو المقتول رميا أو شنقا هم من الذين وقفوا ( في وجه هؤلاء ) ، ومثلك يعرف فأنت سيّد العارفين.....فأين هي المزايدة يا صديقي؟.
شكرا أخي القاضي ، والعفو......
***

الحقيقة لم يشفني ردك يا أبا لطفي وأحسست أنك كمن يريد الهروب من حقائق تتحدث بالأرقام ، أو كمن يريد دفن رأسه في التراب ، نعم عزيزي ليس خافيا على كل ذي لب ما هي خسائر العراق والأمة العربية المادية والمعنوية أبان حكم صدام وما بعد الغزو الأمريكي ، أستطيع أن أسميها بفترة الكوارث على الأمة التي لم تأتي بأي فائدة تذكر غير الشعارات الفارغة وزيادة بل وشحن العصبيات القومية والحزبية والطائفية على حساب تطور الشعوب ونموها وازدهارها .
ربما كنت تعتقد أنني في موضوعي السابق من المؤيدين للغزو الأمريكي على العراق 00 لا يا عزيزي كلامي كان واضحا ومفهوما بأن كارثة الغزو الأمريكي في المنطقة وليس العراق فحسب كان نتيجة أخطأ سياسية قاتلة لم يحسب لها المهيب حساب وربما خيل له أن باستطاعته هزيمة الجيوش الجرارة التي تجمعت في الخليج بكل إمكاناتها وقوتها كي تخرجه من الكويت بعد أن أعطيت له الكثير من الفرص وحفظ ماء الوجه وبوساطة الكثير من زملاءه العرب وحتى الشرفاء من خارج النطاق العربي، بل وقد خدع كل الشعوب العربية ونحن منهم عندما كان يعدنا بحرق كل الغزاة على أسوار بغداد 00 وقد كان كلاما كبيرا جدا يوحي لنا أن المقاومة على أقل تقدير ستكون شرسة وسيكون الجيش العراقي الجيش الذي لا يقهر حسبما كان يردده علينا في خطاباته الفسفورية، والحقيقة كانت غير ذلك تماما، فكما أن شعبه قد فقد الثقة به ولم يقف معه، رأينا بأن جيشه الجرار والذي صرف عليه مبالغ لا تعد ولا تحصى أيضا تخلى عنه في أحلك اللحظات وبسرعة مذهله لم نكن نتوقعها أبداً،
عزيزي حسب إحصائيات ذكرتها قنوات فضائية عربية وأجنبية بأن خسائر العراق فقط خلال حكم المهيب صدام حسين بلغت (920) تسعمائة وعشرون مليار دولار أرجو تقسيمها على دخل العراق السنوي من النفط حتى ترى كم من السنين أضاعه العراق من دخله وثروته، هذا غير الخسائر البشرية التي لا تزال في العد التصاعدي كل شارقة شمس، ناهيك عن ما خسرته الكثير من الدول العربية من نتائج هذه السياسات الغير مسئوله. فأين المرتبة الأولى من حيث الرعاية الصحية التي ذكرت وأين العلماء الذين ذكرتهم، وإن كنت تذكر خطابي فقد أشرت لك في سؤالي الذي لم تجاوبني عليه حيث تساءلت وهل ما قدمه لنا استطاع الحفاظ عليه أو حمايته من الدمار؟ وقد ينطبق هنا قول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه* إذا كنت تبني وغيرك يهدم

وحتى شعبه في أيام حكمه كان يتكون من ثلاث جماعات لا رابع لها
- ماسحي أحذية النظام
- لا أرى لا أسمع لا أتكلم
- ثم الذي هداه الله إلى طريق الهروب من العذاب
وما عدا ذلك.. خضوع كامل أو قمع وتنكيل..
وأرجع وأقول أن مشهد الإعدام (الهمجي) ليس لائقا بكل المقاييس بل أنه مستفزاً إلى درجة جعلت خصوم صدام يقشعرون مما شاهدوه، ولكنه قد جعل لنفسه عند رحيله مشهداً رسمه ليخرج من المسرح السياسي بالشكل الذي أراد. ونحن نظل نقول أننا نسبق منظمة هيومن رايتس بالتنديد بهذه الطريقة أو المسرحية التي حوكم بها صدام حسين وإعدامه بعد ذلك. وربما كان هذا تطهير للرجل عند رحيله ومقابلة ربه وهو الآن في ذمة الله وهو الحكم العدل، ولكن تظل مآسي الشعب العراقي والتركة المأساوية والمستقبل الغير بين لهذا البلد العربي العظيم بأرضه وشعبه وثرواته
التوقيع :
ما لذةٌ تأتي بُعيد الملتقى=إلا بهجرٍ طال منه فراقُ
والهجرُ طعمٌ للحياة مجددٌ=للكسب في كل الشئون يذاقُ
فالزم بعين الصبر حيناً تلتقي=ندباً أتت في سيره الأرزاقُ
والروحُ كالبدر المنير شعاعهُ=تصبو له بعد الدجى الأحداقُ
  رد مع اقتباس