الموضوع: أطفـالنــا
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2008, 06:14 PM   #6
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

كيف نميّز التوتّر من الغضب عند الطفل؟

( 1 )

مظاهر التوتر وأسبابه
التوتر مرض عارض يصيب نفسية الطفل لأسباب متعددة ... ويرافقه طيلة يومه ولا ينفك عنه فيفقده نشاطه ومرحه وتفتحه للحياة .. ويختلف تماما عن الغضب ولأنّ أكثر الآباء لا يميزون بين الغضب والتوتر عند الطفل .. لذا نطرح أهم مظاهر هذا المرض، حتى يمكن للوالدين تشخيص حالة المرض عند أبنائهم وهي كالتالي :

1- ضعف ثقته بنفسه :
إنّ كل الآثار التي يخلفها التوتر على الطفل غير مرغوبة عند الوالدين بشكل عام، فالأم يحزنها أن تجد طفلها قلقاً يقضم أظفاره ويتعرض للفشل طيلة حياته في نشاطاته المختلفة ابتداء من المدرسة ثم حياته الزوجية والعملية .. وما نراه في مناطق كثيرة من أمم تعيش تحت سطوة الحاكم الجائر دون أن تسعى لتغيير ما عليها بكلمة أو حركة، ترجع أسبابه الى الأفراد الذين تتكون منهم تلك الأمم ممن فقدوا ثقتهم بأنفسهم فأصبحوا أذلاء .
2- الجُبن :
ان الطفل حين يخشى الظلمة أو النوم في مكان بعيد عن والديه، او خوفه من الماء الى غير ذلك من المخاوف التي تجعله جباناً لا يقدم ولا يؤخر .. وكل هذه المخاوف تأتي للطفل نتيجة توتره.
3- تقليد الآخرين :
الطفل في مرحلته الأولى قد يأتي والديه يوماً بحركة جديدة وتصرف غريب كلما يلتقي بأقرانه .. وحالة الطفل بهذا الشكل تثير غضب والديه متصورين الأمر مرتبطاً بانعكاس أخلاق قرناء السوء .. والأمر ليس كذلك، بل هي حالة التوتر التي تدفعه لاكتساب هذا الخلق وذلك دون أن يتعلمه من والديه.
4ـ ازدياد حالة الغضب :
للغضب نوبات حيث تزيد وتنقص في الطفل في سنواته الأولى حسب حالته النفسية ... فإن كان متوتراً ازدادت عنده وتفاقمت مما يثير إزعاج والديه.

أسباب التوتر
يجدر بالآباء الوقاية من المرض، وذلك بمعرفة أسبابه وهي كالتالي :
1 ـ التعامل معه بحدّة :
إنّ نفسية الطفل في المنظور الإسلامي لا تختلف عن الكبير، ولذا يكون ما يزعجهم يزعجنا... فالأم حين يتعامل احد معها بحدة، كأن يطلب الزوج منها أن تفعل كذا، ويقولها بعصبية وقوة، بشكل طبيعي تصيبها حالة التوتر إضافة إلى عدم الاستجابة للفعل .. والأب كذلك حين يطلب منه رئيسه في العمل انجاز أمر بصرامة وعصبية .. وهكذا الطفل يصيبه التوتر حين تقوله الأم بحدة : اخلع ملابسك بسرعة ? لا يعلو ضجيجك ? انته من الطعام بسرعة .. الخ، إضافة إلى العناد وعدم الطاعة.
2 ـ تعرضه للعقوبة القاسية :
إن استخدام الوالدين للعقوبة القاسية المؤذية للجسد أو النفس، كالضرب أو التحقير أو التثبيط .. تؤدي إلى توتر الطفل في المرحلة الأولى من عمره.. وقد نهى المربي الإسلامي عن أمثال هذه العقوبة كما طالب الأبوين بالتجاوز عن أخطاء أبنائهم.
قال رسول الرحمة (ص) : (رحم الله من أعان ولده على برّه، وهو أن يعفو عن سيئته)
3ـ شعوره بالغيرة :
إن الغيرة التي تصيب الطفل في السنوات السبع الأولى من عمره، وبسبب سوء التعامل معه تعدّ من الأسباب التي تجعل الطفل متوتراً .
4 ـ توجيه الإنذارات إليه :
إن الطفل في مرحلته الأولى لا بدّ أن يكون سيداً كما نصت عليه التربية الإسلامية .. ومن السيادة أن يكون البيت مهيأ لحركته ولعبه...
التحذيرات المتكررة للطفل من الوالدين في هذا العمر في عدم لمس هذه وعدم تحريك ذاك .. أو الخوف عليه، فلا تتحرك هنا ولا تذهب هناك ، تجعل الطفل متوتراً.

وأخيرا : وبمعرفة أسباب المرض يمكن للآباء الوقاية منه وتجنيب أبنائهم الإصابة به .. ليتمتع الطفل بالثقة التي تؤهله للنجاح في حياته .. كما يكون شجاعاً بإمكانه التغلب على مخاوفه .. ويرتاح الوالدان من بعض التصرفات السلبية التي تكون نتيجة لتوتر الطفل مثل ضعف الشخصية الذي يدفعه إلى محاكاة أفعال الآخرين .. إضافة إلى ازدياد نوبات الغضب عنده .. كما إن عدم معالجة نفسية الطفل المتوتر، تعرضه للإصابة بعدة أمراض وعادات سيئة، كالتأتأه، وقضم الأظافر، وتحريك الرمش، والسعال الناشف، وغيرها .
التوقيع :