[مبارك بوشندل]

الوقفة الثامنة والأربعون:
أجمل إعتذار:
في القصيدة المشهورة ل ( يزيد بن معاوية ) ( أراك طروبا )
تجد إعتذارا من الحبيب لحبيبه وصورة من أجمل الصور ومن أملح الشعر:
فلما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي وهكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وابدت في الحشا حرق الجوى
اشارة من القول لم يتبرم
ولكنني لما وجدتك راحلا
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصم
بكيت دما يوم النوى فمسحته
بكفي فاحمرت بناني من دمي
لقد بكت بدل الدموع دما ولذلك جاء جوابه في اشد التألم والتحسر:
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل تندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكاء
بكاها فقلت الفضل للمتقدم