عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2005, 01:57 AM   #1
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down الشاعر المهاجر حمــــــد القانص ووصف لحظات الفراق .....( من درر الشعر الحضرمي )

درج المهاجرون من أبناء حضرموت على إرسال أبناءهم المولودين في أرض الإغتراب إلى الوطن للنهل من معين العادات والتقاليد وربطهم بمسقط رؤوس آبائهم .


تعد قصيدة حمد القانص الهمزية التي صاغها منذ ما يزيد على المائة عام في جاوه عندما ودع أبناءه من روائع شعر المهجر وإرثا ثقافيا يضم لموروثاتنا الثقافية التي تزخر بها بلادنا ... يبدأ فيها بوصف مشاعره كأب وهو يفارق فلذات أكباده في غربة يحتاج فيها المرء إلى قريب ونسيب ، إنه يؤرخ للحظة والزمان لحدث بارز في حياته وديوان عواطفه :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="limegreen" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
قال بوصالح تزعّل مرقدي = وعين من لا به نكد وسناء
ما مثل يوم السبت قد عدا علي = وليلة الأحد عابسه ظلماء
بخمس في القعده وعام الواحده = زايد على العشرين والالاء
ثلاثه عشر قرن بعد الهجره = بيتت فيها سامر الشهباء

[/poet]

وبعد أن أبحر المركب بأبنائه الأربعة ظل واقفا حائرا على رصيف الميناء يفيض منه حنا الأبوة والمزيد من المشاعر والدموع التي حبسها أثناء لحظات الوداع :


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="sandybrown" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
جالس ومتوقف قليل الحركه = ما ساعدت يسراي على اليمناء
من بعد ما فارقت ثمرة مهجتي = هم أربعه عزموا على المسراء
صبرت نفسي والفؤآد مهذّب = ولعاد مدّت للمسير خطاء
وقفت فوق البنط مثل الحائر (1) = وتوجه البابور للمجراء (2)
لو بحت ما عندي وما قاسيته = منه تذوب الصخرة الصماء
عبدالجلاله حاس حسه وانقلب = رشده وعندي هذّب السوداء
هاجت عيونه بالدموع وعبرته = هزته واهتزت له أعضاء
حس الفراق أثقله وعندي مثله = لكن أنا كاتمه بالإخفاء
أودعته الرب الرحيم الحافظ = لي ما يضيّع كاشف الضراء
الله يبلغهم ويجمع شملنا = ونعود من هذا المكان الناء


[/poet]



هذا الفيض منالمشاعر الصادقة يحملها الشاعر القانص الرسول في نقل تفاصيلها إلى أبنائه ومن تجربة السفر في البر والبحر ، وفي المكان والزمان يوصي ويطمئن رسوله بموعد الوصول إلى المكلا المدينة الجميلة محذرا في الوقت نفسه من أن لا تلهيه المدينه عن سرعة التحرك والسفر بالجمال إلى وادي حضرموت :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وبعد يالعاني بخطّي نوّل (3) = في مركب البحر من مع البدراء(4)
على ثنعشر يوم بايبدي لك = من بعد راس القارة الحمراء (5)
وانزل على بندر منيع أدواره = محمي حمته العصبة الحرشاء (6)
لا تلتهي وانشد على مندوبه = بالشد تسرح تهبد البيداء (7)
تركض في الجيلان على مثلوثه = تسبق ظليم الجو والربداء
ووطها في حير بعد المغرب = ولا تهملها في المرعاء
نسّم عليها التاليه واتنسم = وسرّها في العطفة العوجاء
ولا تخالف خلها بالوادي (8)= لا غبه الماطر من الأنواء
على طلوع الفجر بايبدي لك = كم من منيع محكم المبناء
[/poet]


ثم يقول :


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ترمي قعوضه باتجد فيها الدواء (9) = لاهل الوفاء والسم للأعداء
واقصد إلى من له مقام ورتبه = وارثه من الآباء والأجداء (10)

[/poet]


يتبـــــــــــــــــــــع

(1) البنط : الميناء
(2) البابور : المركب البخاري
(3) نوّل : أجّر
(4) مركب الجرمن : مركب صناعته ألمانية
(5) القارة الحمراء : يعني بها الجبل المطل على مدينة المكلا
(6) العصبة الحرشاء : يقصد السلطنة القعيطية اليافعية الحاكمة
(7) تهبد البيداء : تقطع الصحراء
(8) الوادي : وادي حضرموت
(9) قعوضه : بلدة جنوبي هينن إلى جهة الشرق وكانت سوقا عظيمة تزورها القوافل من صنعاء وبيحان
(10) وارثه من الآباء والأجداء : يعني به الحكم النهدي بن عجاج



المرجع :
الهجرة والإغتراب في الشعر اليمني
لبدر جعفر بن عقيــــــــــــــــــــــل
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس