[مسرور]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

( لا كرامة في الحب ولا في الحرب ) القول منسوب لهتلر سيّدي مسرور: قرأت أسطورة في كتاب منذ أمد طويل لا أذكر عنوانه أن رجل شبّ وترع في غابة ولم يختلط ببشر فتطبّع بطباع أخرى لا تمتّ للآدمية بصلة ، شكله فقط آدمي ، واستعصى على كثير من أطباء زمانه بترويضه من جديد وعودته إلى طبيعة السلالة ، لكنّ حكيما أوصى بأن تترك إلى جانبه امرأة عارية على أن تتثنّى وتتكسّر في مشيها ، وتتلوى أمامه حين تضطجع . عاد بعد وقت قصير وانتقل إلى المدينة وصار أحد أعيانها بعد فترة . لا شكّ أن لحضور المرأة مجسما ولرنّة صوتها ولغنجها وعذب كلامها تأثير أيّما تأثير على الرّجل وهي الوحيدة القادرة على إحساس الرجل بطفولته والعودة إليها . غير أنّ الواقعي فيما يبدو لي لم يميّز في مشاركته بين الإباء والشموخ وعزّة النفس وبين التّرهّل والخنوع والخذلان . هذا الذي عرفته لاسيّما وأن السياق في ذات المعنى أو يقرب منه .

ماهي السفسطة ؟


السفسطة هي تطبيق متعمّد في المجادلات أو البرهان لحجج براقة تجسّد مغالطة خداعة


رغم مغالطات السوفسطائيون إلا أن فضلهم كان كبيرا في التمهيد لأفلاطون وأرسطو حيث كانت بحوثهم في الخطابة واللغة وجدلهم حول معاني الكلمات وإختلافهم في إدراكها معينا خصبا لبحوث ارسطو وسقراط في النقد .



عمي سالم بن علي الجرو




انت سوفسطائي بإمتياز



لو عرضت حدوثتك تلك على العقل ( حتى ولو وردت في كتب التراث ) لأحجمت عن نقلها لنا للمحاججة بها ؟



فهل الحب في نظرك هو العري والإثارة الجنسية وتكسّر المرأة وتلويّها حين الإضطجاع ؟



ظلمت الحب كثيرا ياعم سالم ولم تجد له وصفا يليق به خلاف أنه عري وإضطجاع وإنثناء وتكسر .... بالعربي الفصيح ... علاقة جنسية



جاء في كتاب الأغاني ياعم سالم :


أن عبد الرحمن بن ابي عمار ( وهومن قراء مكة وسمي بالقس لزهده وكثرة تعبّده ) هوى جارية حرفتها الغناء وكان الشعراء يدخلون عليها فينشدونها وتنشدهم وتغني لهم من أحب الغناء ... قالت الجارية لــ عبد الرحمن يوما في خلوة وبعيدا عن أعين الرقباء : أنا والله أحبّك ... قال : وانا والله أحبك .... قالت وأحب أن أضع فمي على فمك .... قال : وانا والله أحب ذلك .... قالت : فما يمنعك فو الله إن الموضع لخال !!! قال : إني سمعت الله عز وجل يقول : الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوا إلا المتقين وأنا أكره أن تكون خصلة بيني وبينك تؤول إلى عداوة ....


تركها عبد الرحمن وأنشأ يقول :

قد كنت أعذل في السفاهة أهلها = فأعجب لما تأتي به الأيام
فاليوم أعذرهم وأعلم إنما = سبل الضلالة والهدى أقسام

حول قصة الحب القصيرة تلك ياعم سالم قال الدكتور محمد حسن عبد الله في كتابه الحب في التراث العربي :



ليس بإستطاعتنا أن نعتبر قصة الحب القصيرة النفس هذه بمثابة صراع خاطف بين الخير والشر يمثل الزاهد فيه جانب الخير وتمثل المغنيّة جانب الشر وإن يكن بإستطاعتنا أن نقول انهما مختلفان وأن كلا منهما يمثل النغمة الناقة عند صاحبه فلعبا معا تمثيلية قصيرة جدا ، حاول كلا منهما أن يتمرّد على صورته النمطية الجاهزة التي ساقته إليها ظروف متداخلة شديدة التعقيد ، والجدير بالتأمل حقا في سياق الخبر كما جاء في الأغاني أن القس سمع غناء سلامه على غير تعمد منه لذلك فبلغ غناؤها منه كل مبلغ ثم رآها فأحبها هذا الحب العنيف ( كما ترى في الحوار ) ولكنه قام وأنصرف وعاد إلى ما كان عليه من نسك وزهد وعبادة .





يصل الدكتور محمد حسن عبد الله إلى الإستنتاج التالي من منظور التوغل في النفس البشرية وقراءة أعماقها قراءة نفسية :



أن القس أيقظ في الفتاة اللاهية بذرة التجرّد الفطرية في أعماق الإنسان وعكس ذلك ايضا أن سلامة أيقظت في أعماق العابد الزاهد شعورا أسبق وألصق بالحياة البشرية في عصرها الموغل في البدائية وهو الميل الجنسي وإجتناء اللذات والتوق إلى المتعة الحسيّة وقد تقدم كل منهما إلى صاحبه خطوة ولكن ما لبث أن أحس بمغبة الإستمرار ...... لكـــن لو لم يتراجع عبد الرحمن في لحظة استحضار لربه الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور لما تراجعت الفتاة عن انجذابها إليه




الحب علاقة سامية ياعم سالم ولكننا لا نريد قصرها على العلاقة الجنسية الحيوانية بحيث لا يكون الحب مجرد نزوة تسقط عنه سموا يستحقه .... القس سمع غناء الجارية على غير تعمد منه وأعذر من كان يعذلهم من أهل السفاهة وأوجد مدخلا لكل باحث عن الحب الشريف العفيف واللهو والمجون كذلك بتسليمه أن سبل الضلالة والهدى أقسام ....





فلماذا .... نسقط عن الحب طهره ونقاءه ونعتبره مجرد جسم عار يثير الغريزة الجنسية ؟ لماذا ياعم سالم ...... هذي ماهي الأوله منك ولا هي الثانية ..... هذي الثالثة التي أقرأ لك فيها تصويرا جنسيا للحب ..... لماذا أنت سوفسطائي ياعم سالم ؟




سلام .