01-17-2013, 01:35 PM
|
#2
|
شخصيات هامه
|
وهل النساء أقل وفاء من الرجال.....؟!!
على العهد باقيةٌ
قال الاصمعي: قال لي الرشيد : امض الى بادية البصرة فخذ من تحف كلامهم وطرف حديثهم . فانحدرت , فنزلت على صديق لي بالبصرة , ثم بكرت انا وهو الى المقابر , فلما صرت اليها إذا بجارية نادى الينا ريح عطرها قبل الدنو منها , عليها ثياب مصبغات وحلي , وهي تبكي أحر بكاء . فقلت : ياجارية ما شأنك ؟ فانشأت تقول :
فإن تسألاني فِيمَ حُزني ؟ فإنني
رهينةُ هذا القبرِ يافتيان
اهابُك إِجلالا , وإِن كنتَ في الثرى
مخافة يوم ان يَسُوؤَكَ مكاني
واني لأستَحْييكَ , والترابُ بيننا
كما كنتُ استحييك حين تراني
فقلنا لها : مارأينا اكثر التفاوت بين زيك وحزنك فاخبري بشأنك ؟ فأنشأت تقول
ياصاحبَ القبر ِ , يامَنْ كان يُؤنِسُني
حيـّاً , ويُـكثرُ في الدنيا مُواساتي
ازورُ قبرَك في حـِـلـْي ٍ وفي حـِلـَل ٍ
كأنني لستُ من أهلِ المُصِيبات
فمـَن رآني , رأى عَبـْرىً مفجـعة ً
مشهورَة الزِّي تَبـْـكي بين امواتي
فقلنا لها : وما الرجل منك ؟ قالت : بعلي , وكان يحب ان يراني في مثل هذا الزي ,فآليت على نفسي الا اغشى قبره إلا في مثل هذا الزي لأنه كان يحبه ايام حياته , وانكرتماه انتما علي .
قال الاصمعي : فسألتها عن خبرها ومنزلها . وأتيت الرشيد فحدثته بما سمعت ورأيت , حتى حدثته حديث الجارية . فقال: لابد ان ترجع حتى تخطبها الي من واليها , وتحملها الي , ولا يكون من ذلك بد . ووجه معي خادما ومالا كثيراً . فرجعت الى قومها فأخبرتهم الخبر , فأجابوا وزوجوها من امير المؤمنين وحملوها معنى وهي لاتعلم . فلما صرنا إلى المدائن نما اليها الخبر , فشهقت شهقة فماتت , فدفناها هنالك . وسرت إلى الرشيد فأخبرته الخبر , فما ذكرها وقتاً من الاوقات إلا وبكى اسفاً عليها .
يوجد اليوم بيننا من هو أوفى من الأثنين أيتها الوفيه؟؛؛؛؛؛
|
|
|
|
|
|
|
|