عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2008, 09:15 AM   #1
بدر السقيفه2008
حال نشيط
 
الصورة الرمزية بدر السقيفه2008

افتراضي فتاة حضرموت.. ضياع التعليم وفقدان القوت



صالح حسين الفردي:
بداية: هي «الأيام» صوت من لا صوت له، سيرتها خمسون عاما، تاريخ وطن بكل ما اكتنفه من تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية، هي «الأيام» ترصد الزمن الوطني بكل مشاهده وتفاصيله، اقتربت من الناس فكان مجدها، تحسست همَّ الوطن والمواطن فكان ألقها دون سواها في جغرافية الوجع اليومي، مازالت فتية وهي تدنو من عامها الحادي والخمسين، لم تفقد البوصلة المهنية والوطنية والإنسانية للمؤسس الرائد الراحل محمد علي باشراحيل .

بعدالبداية: نقف وخبر ورد فيها في صفحة (شكاوى وتظلمات) العدد (5488) ليوم السبت الموافق 23 أغسطس الجاري تحت عنوان (أول خريجة تحمل ماجستير اللغة العربية في حضرموت بدون توظيف منذ العام 2000) عرض الخبر لشكوى الخريجة سميرة طارق بن ثعلب، أول دفعتها في اللغة العربية، عندما نالت تقدير جيد جدا عام 2000، بكالوريوس في كلية التربية جامعة حضرموت، صدَّقت سميرة أن هناك وطنا يحتضن أبناءه المتميزين، فغالت في طموحها لتنال درجة الماجستير بتقدير عام جيد جدا عام 2005، تخصص (النحو والصرف)، وبقيت على عزيمتها، ظانة- وبعض الظن إثم- أنها سوف يحتفى بها في حضرموت الحضارة والأصالة والثقافة والتاريخ، بوصفها أول خريجة تحصل على درجة الماجستير، ولكن وآه وأختاه، عليك بالصبر عاد المراحل طوال.

أثناء البداية: استوقفتني هذه الشكوى المظلمة، ولم أصدق ما فيها، ولكنها الحقيقة الناصعة التي لا مناص من تقبلها، فهذه الفتاة الحضرمية يسلبها وطنيو اليوم حقها في التعليم، ويدفعون بها لفقدان القوت، فإلى أين يراد لها أن تذهب؟! أليس معيبا أن هذه الفتاة ذات العزيمة القوية والمواجهة بكل نبل وشجاعة تقف عاجزة لثماني سنين عن الحصول على خانة وظيفية كغيرها من زملاء الدفعة الذين وظفوا جميعا، بل ومن الدفع التي تلتها، ومن هنا وهناك، وبذلك تدق (قضية سميرة) جرس إنذار خطير لكل ذي لب وعقل حصيف، موجها إشارته الصادمة أن وراء الأكمة في مرافقنا المعنية بتوظيف الخريجين ما وراءها، وأن القوم في الجامعة والخدمة والمجلس المحلي والسلطة كافة يتغافلون عن الاختلالات التي عششت وتعشعش في مفاصل مؤسسات الدولة في حضرموت الحضارة والتاريخ، فإذا كانت سميرة، وهي أول دفعتها 2000 في البكالوريوس وحاصلة على الماجستير 2005 لم يسمع لصوتها وشكواها، فلاذت- بعد معاناة- تهد حيل الرجال إلى صوت الناس وضمير الوطن «الأيام» فأين المعارضة في المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة، بل أين الاتقياء منهم في كل التحزبات والتربيطات السالفة والجديدة، ولم لاتصبح قضية سميرة قضية جيل يتسكع في الطرقات بحثا عن مقعد تعليم جامعي يذهب عن بعد، أو وظيفة تسد رمق جوعه وتحصنه من الضياع.

في النهاية: تبقى قضية فتاة حضرموت (سميرة) تنتظر المنصف، فمن يكون؟!.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس