[مبارك بوشندل]

الوقفة الثالثة الأربعون:
مانا من اهل الحيل:
هذه القصيدة اُشتهرت لحداد بن حسن الكاف الذي سبق ذكره في الوقفة الثانية والأربعين إلا أن بعض الأبيات لمستور حمادي مثل: لو جيت باخذك حيله .......
وعلى كل حال الأبيات جميلة جدأً, ومليئة بالمصطلحات الحضرمية, وتتحدث عن أيام جميلة في مدينة سيئون المشار لها ( بالطويلة ). وعندي أملح ما فيها:

وان جيت باخذك حيله مانا من اهل الحيل
ماحد يغالط عميله الا المسفل والرذيل
بصبرشروعي طويله وباتبلغ فيك بالشرع الطويل

وتحكي الأبيات الوفاء والحب الحقيقي ( العذري ) الذي لا تخالطه الحيل والمغالطات والذي يتوفق صاحبه في نهاية الأمر المشار إليه ب: ( الشرع الطويل ). لأن الحب الحقيقي شروط ديمومته الصدق والبراءة وحسن النية.
وهاهي القصيدة بين يديك أخي القارئ:

حيا ليالي جميله مرت بسفح الجبل
مثناة بحر الطويله في سعف ارباب الجميل
اهل الشروع الاصيله واهل الوفاء والجود من سابق دويل

عدد طشوش المخيله سلام لارض الدول
وعلى الحصون الدويله والقرن وحيوط السحيل
والحوطه المستطيله فيها علي حبشي وكم فرع اصيل

النفس دائم عليله والقلب جم به علل
اصواب قدها دويله من يشفى القلب العليل
الا إن ترحم خليله وقال واجب يرحم الخل الخليل

من قال يصدق بقيله ياعذب خل المهل
ومن يحب الفضيله يعطي ولو عطوه قليل
صاحبك ماحد مثيله يومه مولع فيك مايوخذ بديل

وسقاه من سلسبيله ريقه شبيه العسل
صافي مثيل الخميله يوم الدواء في السلسبيل
كثير وإلا قليله يشفي ويطفي كير في جوفي شعيل

وان جيت باخذك حيله مانا من اهل الحيل
ماحد يغالط عميله الا المسفل والرذيل
بصبرشروعي طويله وباتبلغ فيك بالشرع الطويل

جربت كم من وسيله ظرفت لي في الوسل
يوم المحبه ثقيله والجبر عالخاطر ثقيل
خليت بقعه جميله ولعاد يبقى الا المروه والجميل

معاني بعض المفردات:
1: في سعف: في صحبة.
2: المخيلة: المطر.
3: المهل: التأخر والأبطاء.
4: شعيل: مشتعل
5: الوسل: ما أدخر لوقت الحاجة.