عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2013, 08:16 PM   #35
مبارك بوشندل
شاعر السقيفة
 
الصورة الرمزية مبارك بوشندل

افتراضي

الوقفة العشرون:
جبل التوباد
يقع هذا الجبل الى الجنوب الغربى من مدينة الرياض بمسافة ( 350 كم ) .بالقرب من مدينة الغيل.
وقد شهد قصة حب .. قيس بن الملوح وابنة عمه ليلى العامرية.
وذلك في عام خمس وستين من الهجرة فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان.
وحين مر به قيس بعد فراق ليلى وزواجها من عروة بن الورد الثقفى.


قال فيه:
وأجهشت للتوباد حين رأيـتـه
وكبر للر حمن حــين رآنــــــــي
وأذرفت دمع العين لما عرفتــه
ونادى بأعلى صوته فدعـــــــاني
فقلت له أين الذين عهــــــــدتهم
حواليك في خصب وطيب زماني
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى من الحدثانِ
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً
فراقك والحيان مؤتلـــــــــــــــفانِ


ويقول أحمد شوقي في الجبل في مسرحيته ( ليلى العامرية ) التي تحاكي مسرحيات الانجليزي شكسبير على لسان ( مجنون ليلى ( قيس بن الملوح:

جبل التوباد حيــاك الحـــــيا
وسقى الله صبانا ورعــــــــى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المُرضِـــــعا
وحدونا الشمس في مغربها
وبكـــــــــرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفــــحك عشنا زمنا
ورعـــــــــينا غنم الأهل معا
هذه الربوة كانت مـــــــلعباً
لشـــبابينا وكانت مرتــــــــعا
كم بنينا من حـــصاها أربعا
وانثنينا فمـــحونا الأربـــــــعا
وخططنا في نقا الرمل فـــلم
يحفظ الريح ولا الرمل وعى

وعندما قيل له في ليلى ليسلوها أبى, فقيل إنها قد كبرت فقال:
لم تزل ليــــــــــــلى بعيني طفلة
لم تـــــــزد عن أمس إلا إصبعا

وعاد يخاطب الجبل بكلام عذب جميل مليح فيقول:
ما لأحــــــــــجارك صما؟ كلما
هاج بي الشوق أبت أن تسمعا
كلما جئتك راجـــــــــعت الصبا
فأبت أيامه أن ترجـــــــــــــــعا
قد يــــــــهون العمر إلا ساعة
وتهـــــــون الأرض إلا موضعا
للأمكنة كما للأشخاص ذكريات, ولربما كان المكان وهو جماد أوفى وأرق قلباً من بعض بني آدم.

التعديل الأخير تم بواسطة مبارك بوشندل ; 10-28-2013 الساعة 08:22 PM
  رد مع اقتباس