[( masterkey )]

نحن نعاني من داء عضال وهو تقديس الرموز وتبرير قبائحهم وسقطاتهم بدعوى أنهم رموز لايجب المساس بها .. أو أن أحدهم يشاركنا النسب والأصل أو غيرذلك .. وهذا يعني بأننا نسوّغ لهم سقطاتهم ومخازيهم وإساءتهم لتراثنا المنسوبين إليه اصلا .. وهذا أمر حاصل على كل المستويات دينيا وفكريا وإجتماعيا وسياسيا .. الأمر الذي أود أن أشير إليه هو : أن أي رمز لتراث وأمّة عليه أن يدرك تمام الإدراك بأنه يحمل قيمة عامة .. ولم يعد الأمر محصورا في حمله لقيمته الخاصة .. والقيمة العامة هذه إكتسبها من نسبته لحضارة واصل وتاريخ وتراث وأمّة .. الا أنه للأسف الشديد نتيجة لسطحية بعض الرموز وضيق آفاقهم نراهم يمتنون ويتعالون حتى على أوطانهم .. فيتظاهرون بانهم لهم الفضل الأكبر على أوطانهم وأضحى من حقهم أن يعربدون ويسيئون كيفما يشاؤون ..

بلفقيه في الآونة الأخيرة لايكاد ينهض من رزية إلا ويسقط في مثلبة وهذا لاينكره بصير .. فبالأمس أراد أن يفتئت على حقوق المحضار بكل صلف ولا مبالاة .. واليوم يعرّض تاريخ الأغنية الحضرمية برمته للمطاردة والملاحقات القضائية والتشهير على صفحات الجرائد مقابل ألف دينار كويتي .. فهذا هو بلفقيه رمز الأغنية اليمنية وصنمها لايساوي تاريخ الأغنية اليمنية عنده ألف دينار كويتي .. فإن كان بلفقيه يستسيغ ويقبل بمطاردته وملاحقته قضائيا والتشهير به .. فنحن لانقبل أن تلاحق أغنيتنا اليمنية بكل تاريخها واصالتها في مقابل أن بلفقيه لم يدفع ألف دينار ..
يجب أن نتنبّه لهذا الأمر جيدا وندركه .. لأننا نختلف ونتفق مع البعض حول هذه المسألة تحديدا .. فالمسألة ليست مزايدات أو تحقيق مكاسب خاصة أو تسكّع على أرصفة الكبار كما يزعم البعض .. بقدر ماهي محاسبة بلفقيه على تعريضه تاريخنا واصولنا وتراثنا الحضرمي لكل هذه الإسقاطات .. فلو كان بلفقيه كبيرا حقا .. لكان أول من يحترم تاريخه وتاريخ أغنيته اليمنية وأسرته وموطنه .. وقد قال المتنبي :

إذا لم تكن نفس الشريف كأصله * فماذا الذي تُغني كرام المناصب

.