عزيزي الخاتم(إنما الأعمال بالخواتيم)

[الحضرمي التريمي]

عزيزي الخاتم(إنما الأعمال بالخواتيم)
قرأت ردك ولك مني أزكى سلام وأجمل تحية وأسأل الله أن يهدينا وإياك للحق وجميع المسلمين:
1-لا توجد كبائر صغراء -على حد تعبيرك - ،وإنما كبائر وصغائر 0 كما هو قول أهل العلم 0 فأما الكبائر :كل معصية يَتَعَلَّقُ بِهَا حُكْمًا وَزَجْرًا وَوَعْدًا وَوَعِيدًا من الله تعالى أو رسوله ، ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله كُلُّ مَا نُهِيَ عَنْهُ فَهُوَ كَبِيرَةٌ ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ : كُلُّ شَيْءٍ عُصِيَ اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ .)وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ : إنَّ الْمَعَاصِيَ تَنْقَسِمُ إلَى صَغَائِرَ وَكَبَائِرَ وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ فِي الْمَعْنَى وأرجو أن تدلني على العالم الذي قال أن الكبائر على قولك (من الكبائر الصغراء )
وأعلم أخي بارك الله فيك أن المغني معصيته متعدية إلى غيره من الناس وهي أشد من معصية الأنسان الذي لايضر بمعصيته إلّا نفسه0وأمّا ما قد يصرفه بعض المغنيين على الفقراء ،فإن كان من كسب طيب فهذا ينفعه إن شاء الله كما أفتى بهذا علماء الشريعة( لان الله لا يقبل إلا طيبا)كما في الحديث : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )
وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟ " . رواه مسلم0
2- (رجاء خاص )راجع كلام العلماء الذي نقلته في الموضوع وردودي على المعترضين دون حكم مسبق وأجعل هواك تبعاً لما أمر الله به تجد سعادة في الدارين ،لا تجامل أحداً في دين الله إذا تبين لك الحق 0
3- مرة أخرى أطلب منك قراءة الرد الأول وعلى [باحنان والعمودي] وفيه الكفاية 0
4- وأما قصة المرأة البغي من بني إسرائيل9 التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم " بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها ، فاستقت له به فسقته إياه ، فغفر لها به " . كما في البخاري وفي رواية في البخاري ومسلم أيضا (وقد قص النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه قصة الرجل الذي وجد في الصحراء كلبا يلهث يأكل الثرى من العطش فذهب إلى البئر ونزع خفه فملأها ماء حتى روي الكلب قال النبي صلى الله عليه وسلم فشكر الله له فغفر له أخرجه البخاري ومسلم ، والحديث دلالته واضحة منها كما في رواية أخرى للحديث 000 قالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا فقال في كل كبد رطبة أجر ) رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود 0
والدلالة الثانية أن هذا الفعل من العاصي أو العاصية (البغي ) أن هذا العمل طريق للتوبة ومغفرة الذنوب والرجوع إلى الله وسبباً لدخول الجنة 0
أما المغني أو المغنية حتى بعد موته يظل بعض الناس معلقاً ومفتوناً بغنائه مضيعا ولاهياً فذنبه متعدي إلى غيره كصاحب البدعة والعياذ بالله 0 قال الإمام الشافعي رحمه اللهإذَا كَانَ شَخْصٌ لَا يَعْرِفُ الْغِنَاءَ وَإِنَّمَا مَعَهُ مَنْ يُغَنِّي ثُمَّ يَمْضِي بِهِ إلَى النَّاسِ فَهُوَ فَاسِقٌ وَهَذِهِ دِيَاثَةٌ .) أي ديوث والديوث هو من يقر الخبث في أهله، والدياثة أيضا من الكبائر نسأل الله العافية 0
4-- وأما الحديث الذي أوردت معناه أو طرفاً منه وهو عند الترمذي حسن صحيح ويصححه الشيخ الألباني رحمه الله من حديث عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوقئ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها ) فإن الصحابة قالوا يارسول الله فيما العمل قال لهم صلى الله عليه وآله وسلم :أخرجه ابن ماجه ( 2 / 3 ) " أجملوا في طلب الدنيا ، فإن كلا ميسر لما خلق له " . ابن أبي عاصم في " السنة " ( ق 34 / 2 ) و الحاكم
( 2 / 3 ) و البيهقي ( 5 / 264 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 265 ) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن أبي حميد
الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الحاكم :
" صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي .
و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده ، فإن عبد الملك هذا لم يخرج له البخاري شيئا .وفي لفظ آخر :" كل امرئ مهيأ لما خلق له " .(والكلام لشيخنا محدث العصر وعالم السنة الشيخ :العلامة الرباني محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله0
الأعمال بالخواتيم ، والسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله 0
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة0

[ابن جردان]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

[الحضرمي التريمي]

ولك مني يا إبن جردان خالص الشكر والتقدير
أخيك الحضرمي التريمي