لماذا تعتدي السلطة على نساء الجنوب؟ ( بقلم : عبدالباسط الحبيشي )

[حد من الوادي]

لماذا تعتدي السلطة على نساء الجنوب؟ ( بقلم : عبدالباسط الحبيشي )

التاريخ: الخميس 08 أكتوبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

واشنطن – لندن " عدن برس " : 8 – 10 – 2009

من مؤشرات احتضار السلطة هو إحساسها المرير بالوصول إلى طريق مسدود لا تستطيع القفز عليه أو اختراقه إلا باستسلامها أو بتدمير نفسها بنفسها عن طريق الخبط العشوائي في كل اتجاه دون رؤية او تدبر أو تخطيط كونها تصبح مشلولة تماماً عن التفكير السليم لاسيما عندما ينقلب السحر على الساحر وتضحى الثعابين التي ظلت السلطة ترقص على رؤوسها تبصق في وجهها سمها الزعاف.
بالأمس تم الاعتداء على الناشطة السياسية زهراء صالح عبدالله وزميلتها وهنا في طريقهن لحضور فعاليه احتجاجية في مدينة زنجبار يقيمها الشيخ طارق الفضلي ، واليوم يتم الاعتداء على الزميلة توكل كرمان وهي تقف في ساحة الحرية أمام مبنى رئاسة الوزراء في تظاهرة سلمية تطالب الإفراج عن الزميل محمد المقالح الذي أختطفه رجال الأمن من شارع عام في العاصمة الشهر الماضي وهذا غيض من فيض.

ولسنا هنا بصدد مناقشة الأسباب التي دعت الناشطتين السياسيتين للقيام بدورهما الوطني السلمي في مثل هذه القضايا الهستيرية العمياء التي ترتكبها السلطة في كل شارع وزقاق على عموم الشارع اليمني جنوبه وشماله. بل نحن بصدد التنويه إلى أن مسألة الاعتداء على النساء الناشطات في المجال الاجتماعي والسياسي لا سيما نساء الجنوب تكاد يكون ظاهرة متفشية تمارسها السلطة دون الشعور بأي عيب أو خجل من أفراد الشعب اليمني برمته الذي يأبى دون أدنى شك بأن تصل عربدات السلطة إلى هذا المستوى من السفالة والحقارة بالاعتداء على نسائه وبناته.

إن دأب السلطة القيام بمثل هذه التصرفات تعبر عن الحالة الإحباط الرهيبة التي وصلت إليها مما أضطرها للقيام بهذه المحاولات اليائسة والمنحطة التي تحاول من خلالها تركيع أهلنا في الجنوب على القبول بإملاءتها والاستسلام لسياسة النهب الممنهج لثروات الجنوب واحتلال أراضيه بالقوة ، بعد أن فشلت كل ممارساتها السابقة من قتل واعتقال المتظاهرين والناشطين السياسيين والصحافيين وإخضاعهم لكل صنوف التعذيب في زنازينها القذرة دون تمكنها من إخماد الحراك الجنوبي المتعاظم يوم عن يوم. كما أن هذه التصرفات القبيحة تسقط في إطار محاولات السلطة الدءوبة على تشويه الأخلاق والقيم النبيلة التي يتحلى بها الشعب اليمني وذلك للإجهاز على ثقافته العربية الأصيلة ودينه الإسلامي الحنيف.

أما من ناحية الحملة الإعلامية الرسمية المفتعلة التي شنتها السلطة مؤخراً على تاجر السلاح فارس مناع واتهامه بالمتاجرة بالسلاح للحوثيين فأنها عملية مفضوحة للغاية وتثير السخرية باعتبارها محاولة ساذجة لتظليل الحقيقة ذلك أنه لا يمكن لتاجر بصل في اليمن ، مع احترامي لتجار البصل والبطاطا ، أن يقوم بعمله دون أن يكون شريكاً لحاكم البلاد نفسه من خلال متنفذيه على كل المجالات الحيوية فضلاً عن تجارة الأسلحة التي تحميها السلطة ، والأسلحة الثقيلة بالذات والمتنوعة بما في ذلك مضادات للطائرات!!!!!

يعرف الكثير من أين يقوم هذا التاجر بجلب السلاح ، طبعاً من الترسانة التي تملكها الدولة وهي ملك للشعب بالأساس الذي يدفع ثمنها من عرقه بالعملة الصعبة ، فيأتي هذا التاجر وغيره ليبيعها لتجار آخرين أو وسطاء إلى أن تصل هذه السلعة إلى يد القبيلي أو من يحتاجها. هذا بصفة عامة وما خفي كان أعظم.

أما فيما يتعلق بالحرب مع الحوثيين ، فلا يحتاج هذا الموضوع إلى شرح كون الحوثيون أنفسهم قد اعترفوا صراحة بأنهم يحصلون على السلاح من السلطة نفسها التي تحاربهم ، وهذا واضح جداً ولا يحتاج إلى ذكاء لمن يتابع تداعيات الحرب اليومية في صعدة من اندحار الجيش وهروبه من معظم المواقع وترك الأسلحة ورائه بما فيها مضادات للطائرات سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد لأن المحصلة هي نفسها. ذلك أن سماسرة السلطة لا تحصل على الأموال من بيع السلاح فحسب ، بل من استمرار اشتعال جذوة هذه الحرب الظالمة نفسها ، وهذا هو بيت القصيد وهذا هو أيضاً جانب من أسباب استمرار الحرب المشئومة على أهلنا في صعدة الصامدة الأبية.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل سيقوم تاجر السلاح فارس مناع ، شريك الحاكم علي عبدالله صالح بتجارة السلاح ونائبه في التوسط لدى الحوثيين ، بالهروب إلى خارج البلاد بعد أن حوله شريكه الحاكم كبش فداء بعد إسقاط طائرات الجيش المقاتلة من قبل أبطال صعدة ؟؟ أم أنه سيظل طريداً داخل البلاد بحماية الشركاء الآخرين أم أنها لعبة لذر الرماد في عيون بقية الوكلاء من تجار السلاح وغيرهم المقربين من الحاكم ؟؟؟


[email protected]