صنعاء" تظاهرات مخجلة ومهينة

[حد من الوادي]

تظاهرات مخجلة ومهينة

26/03/2011
محمد علي محسن -نيوزيمن:

تظاهرات مخجلة ومهينة

تظاهرة الخميس 10مارس كلفت خزينة الدولة أكثر من أربعة مليار ريال ، السؤال كم هو الإنفاق اليومي على اعتصام التحرير وعلى تظاهرة الجمعة 25مارس ؟ سألت أحد المشاركين في مهرجان الوفاء والإخلاص للرئيس ومبادرته ما إذا كان بحق مخلصاً ووفياً للرئيس ؟

أجاب مازحاً : دعك من الرئيس ومبادرته ، فالمهم هو حزمة أبو ألف وحق القات والسفر إلى صنعاء ، فلست الوحيد من يأتي إلى العاصمة من أجل المال والرياء فكثير هم الذين يودون رحيل الرئيس وسدنته ومع ذلك تجدهم يهتفون أو معتصمون في التحرير أو السبعين .

ما أعرفه أن مثل هذه التظاهرات الحكومية قد ولى عهدها وصارت من الماضي في كثير من دول العالم الحر ، فالواقع المشاهد في اليمن أو ليبيا أو مصر أو البحرين أو سوريا أو السودان يؤكد حقيقة المأساة التي تعيشها هذه الشعوب .

فلو أن هنالك سلطة سياسية منتخبة ديمقراطيا في اليمن لما جلب الرئيس هذه الجماهير الغفيرة من جميع المحافظات ولما لجأ لمواجهة تظاهرات الشارع المطالبة برحيله بتظاهرات يعلم القاصي والداني كيف يأتي بها ؟ ومن أين ينفق عليها ؟

وعلى الرغم من علم الرئيس بحقيقة هذه الجماهير المؤيدة له نجده في كل مهرجان مزهو أو منتشياً بهديرها وهتافها وكثافتها ، كأنه لا يعلم شيئاً عن ما هية الإنفاق الكبير على مثل هذه المهرجانات ؟ كأنه لا يدرك فداحة الخسارة لهذه المليارات على التنمية والخدمات والمعيشة وغيرها من النواحي الاقتصادية والثقافية والديمقراطية .

ربما نسي الرئيس أنه ما من حاكم عربي إلا وهتفت له الجماهير كرهاً أو خوفاً أو نفاقاً ، فهذا الزعيم المعجزة معمر ألقذافي لا يتورع لحظة عن خطبه العصماء في الجماهير المؤيدة له ، فحتى وهو يُقتل شعبه ويدمر دولته مازال محاطاً بجموع المؤيدين له الذين يهتفون لقائدهم قبل بلدهم ( الله ومعمر وليبيا وبس ) .

شيء مقرف ومخجل هذا الذي نشاهده اليوم في صنعاء أو دمشق أو المنامة أو طرابلس أو غيرها من البقاع ، فهل يعقل أن تقتل الشرطة السورية أكثر من مئة وتعتقل المئات من المتظاهرين العزل في يوم واحد ومكان واحد فيكون الرد أخراج تظاهرة مؤيدة للرئيس بشار ؟ يقتل الأمن المصري 365متظاهرا ويصيب أكثر من 5000 متظاهرا فيقابل هذا القتل تظاهرة للموالين والأنصار .

ليت المسألة تقتصر على عقيد مجنون أو رئيس مختال بل تعد جمعية ، فكل الحكام العرب تقريبا تجاوزهم العصر وفاتهم قطار الزمان ، أنهم اعتادوا توظيف كل مقدرات الدولة من مال ووظيفة وإعلام وقوة وقانون في سبيل بقائهم وديمومتهم في الحكم ، فكلما وجد الحاكم ذاته عاجزا عن مواجهة التحديات الكبيرة لجأ للقمع والتنكيل والتضليل والكذب ، كلما زادت المعارضة كثافة وحضورا في الساحات والقنوات والصحف ذهب الحاكم مستنفرا أدواته القديمة التي عفا عليها الزمن