الإرهاب والنظام علاقة ودية ضارة ..!!

[حد من الوادي]

الإرهاب والنظام علاقة ودية ضارة ..!!

رداد السلامي الخميس 2009/05/14 الساعة 08:54:48

فقط بإمكان النظام اليمني أن ينام على أمل انه قد حسم الأمور لصالحه ، خصوصا وأن دول الجوار قد منحته الطمأنينة أن الوحدة بخير ، وهو بالنسبة له صك أمان ، كما هو ذاته فرمانا فرض من قبل الخارج ولم يأتي بحسب اختيار الداخل.

الورقة الأمنية والقاعدة هما لعبته التي يمكن أن تعزز لديه إمكانية استخدامهما وقتما تستفيق رغبة الدعم والاستمناح لديه ، حتى إذا تحركت تلك الرغبة ستبدأ القاعدة الكرت بتنفيذ عملياتها المعتادة.

لعل ألفضلي ليس سوى أيقونة زائفة من التطرف خرجت من تحت عباءة نظام صالح الذي تصالح مع كل ما يعزز قوة سلطته ونخبته الحاكمة ، وبالتالي فإني كمتابع كنت قد أكدت العام الماضي أن النظام سيتحالف مع التطرف فيما سيمكنه دعاة التجزؤ دون عي منهم من حق القمع وتحريض مواطنو شمال الوطن من أن الانفصال بات وشيكا وأن الوحدة في خطر وهو ما لمسته من خلال معايشتي اليومية للناس.

ألفضلي لا يمثل إلا ذاته، وبالتأكيد فإن هذا المتطرف الذي خان رفاقه العقائديون حد تعبير مثقفين يمنيين –إشارة إلى زعيم تنظيم لقاعدة أسامة بن لادن- يتناقض مع أيدلوجيته الإسلامية الداعية للوحدة والتي تعتبر ها أمرا إلهيا مقدسا سيجد أنه قد بدأ يتخذ موقعا هاما تعززه السلطة لأسباب سياسية ، لكن اللعبة سرعان ما تفلت من يدها لتتحول إلى "سكين" تقطيع لن يرحم وحدة اليمن .

المغامرون بأرواحهم كثير ودعاة الخلاص تحت دعوى التقرب إلى الله ربما سيكنون قد حجزوا مقاعدهم في الجنة كما يتوهمون للتقرب بأضحية تشبه السادات ..!!الذي راح ضحية الورقة الأكثر فتكا"الدينية" حين أقدم على اللعب بها لكن النار كما قال فنان حضرموت لا تحرق الا رجل واطيها ، من يدري فالأيام ربما تثبت صحة ذلك خصوصا وأن التطرف قد بدأ يتخذ صيغا أخرى تخالف مبادئ الإسلام السمحة، الداعية الى وحدة القلوب قبل الأرض والوجدان قبل التراب .

ويرى مثقفون يمنيون أن كل حركات التطرف خرجت من رحم السلطة ومن بين أظهرها فالحوثية صناعة نظام سياسي أزهق بها ما يقارب الــ20الف يمني في معركة لا ناقة للشعب فيها ولا جمل ، وكذلك هي الجماعات المتطرفة في حطاط بـ"أبين" والتي كان لها ملاذا آمنا بجانب معسكراته ليردد أحدد الشعراء اليمنيون أبياتا قال فيها : قولوا لذي للشر أضمر ..الشعب فاهم ..داري بمطباتك والحفر ..بالأمس في حطاط ربا أفاعي ..واليوم في صعده يحصد ما بذر.

إصرار السعودية على وقوفها مع وحدة اليمن لا يخلو من البراءة-كما يرى البعض- بقدر ما يعبر عن فرح مستتر لأنها استطاعت أن تجعل من هذا البلد الذي ساهمت في إنهاكه واحتلت منابع نفطه الحيوية مدفن نفايات لمخلفاتها السلفية الآتية من عصور الموت وأفكار الحول السقيم التي شوهت الإسلام وأحالته في نظر الآخر الى دين لا يجيد سوى تصنيع عبوات ناسفة من البشر مع أنه في الحقيقة دين الرحمة والمحبة والتسامح الإنساني المتسامي.

ولأن نظام صالح يفتقر إلى روح المسؤولية الوطنية ويتعامل مع أزمات الوطن على نحو هازل ومستخف يعكس عقليته الهجينة من عسكرية وقبلية ، فقد لجأ إلى استخدام تعبيرات مستفزة تتمثل في القوة العسكرية التي حاولت أن تخضع أكثر المناطق اليمنية جنوب الوطن -ردفان - ممانعة واستعصاء والتي عجزت عن إخضاعها بريطانيا حين نفذت عملية ما يسمى بكسارة اللوز وذلك سنة 1964، ليعتبر البعض ما أقدم عليه النظام مؤخرا نوعا من جس النبض على قدرته إخضاع منطقة عصية تمثل عقدة نقص بالنسبة له.

غباء النظام الذي لم يستطع اللحظة إنجاز دولة المؤسسات والنظام القانون هو من يصنع واقعا ستمضي به اليمن نحو التجزؤ وهو خيار سلبي مفروض إذ لم تلتقط المعارضة زمام المبادرة لتحريك الجموع وتوحيد مسارها المنقسم نحو

تغيير يمكن أن يكون في صالح اليمن برمته.