صنعاء"لعقود مضت ونحن نحارب أعداء الثورة والجمهورية ومن ثم الوحدة

[حد من الوادي]

نصف قرن والجمهورية تحارب

2010/07/29 الساعة 19:25:38 محمد علي محسن

لعقود مضت ونحن نحارب أعداء الثورة والجمهورية ومن ثم الوحدة ، ففي عهد التجزئة أنهكت جل طاقتنا وتفكيرنا في حروب وصراعات وطنية وأهلية ، الثورة أكلت رجالها وأخذت لها نصيبا من التضحيات الجسام ومن الجهود والموارد ، الجمهورية كذلك طوال مسيرتها وهي تحارب الأعداء والمتآمرين الذين لا شغله لهم أو وظيفة غير حياكة المؤامرات وتحين الفرصة للانقضاض على هذه الجمهورية التي مافتئت تُجترح المآثر دفاعا عنها إلى اليوم .

لسنوات وإذاعة صنعاء محاربة في جبهة الجمهورية المصلوبة مبادئها وأهدافها الستة في ترويسات الصحف وفي مرابع القبيلة ، لمرحلة تاريخية وإذاعة عدن في خط نار الثورة التقدمية الأسيرة المناطقية الضيقة ، في زمن التجزئة كان المواطن يمسي على نشيد (كلنا ثوار وكلنا أحرار ) وينهض في الصباح على هتاف (الله الوطن الثورة ) يفطر لعنا للإمام في كل جريدة ويتعشى شتما للانكليز في كل نشرة .

بعد وحدة النظامين والدولتين كان الأمل يحدونا بمعركة أهم وجبهة أكبر من معارك الدولتين المهدرة للطاقة والدم والتنمية والفرص والملكات والموارد والبشر وغيرها من الأشياء المبددة على قارعة الثورتين والجمهوريتين ، إلا انه وكما يقال الطبع غلب التطبع،إذ مثلت الوحدة مجرد جبهة جديدة نحارب ونقتل في سبيل حفظها وديمومتها ، بمعنى أخر ديمة وقلبنا بابها وفق وصف الشاعر البردوني رحمه الله لثورة 48م على ما أظن وكأن القضية إحلال إمام مكان إمام .

لا جديد سوى أن مساحة المعركة باتت أوسع من ذي قبل ، صارت الوحدة دينا مقدسا في صنعاء وكفرا مستطيرا في عدن ، صرنا نأكل العصيدة والكُدم بشراهة لأنهما من مكاسب الوحدة ، الجبال مطلية بألوان علم الجمهورية الثالثة ، لا صوت فوق صوت الوحدة ، لا مجد.. لا شرف..لا نشيد.. لا تضحية.. لا هدف ..لا غاية غير حفظ الوحدة ، القتل والإهانة والسجن والقمع واليقظة والبطش والقوة جميعها في مهمة صيانة الوحدة ، صوت المذياع عدسة الكاميرا الفاصل الإعلاني ثلاثتهم لا حديث لهم غير الوحدة أغلا ، الوحدة طلقة رصاص ،في قنينة ماء ،في القميص وفي كيس القات وفي رنة الجوال وفي كرت التعبئة وفي إعانة صندوق الرعاية ووووووالخ .

مسكين المواطن اليمني فبعد نصف قرن لا جديد لا غاية لا تنمية من حق خلق الله لا نهاية لهذا المسلسل العبثي ، قامت ثورة 26سبتمبر من اجل نظام جمهوري عادل وللقضاء على الفقر والمرض والجهل والتمييز فما هي النتيجة على صعيد المعيشة والتنمية والعدالة والديمقراطية والجمهورية والوحدة ؟؟قامت ثورة 14اكتوبر وتحققت الوحدة فماذا تحقق لهذا الشعب الذي نصفه تحت خط الفقر وثلاثة أرباعه أميون بمقياس الأمية الحديثة أو يعانون من الملا ريا والضنك والسل والحصبة والبلهارسيا والسرطان وغيرها من الإمراض والأوبئة التي تم مكافحتها والقضاء عليها في أصقاع الدنيا واستوطنت اليمن .

تبددت الإمكانيات والجهود وأهدرت الموارد والفرص التي من شأنها محاربة الفقر والجهل والقتل والخوف والظلم ، لا معركة لليمنيين في جبهات الاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا والاستثمار والتنمية والمعيشة ، لا توجد حربا ضد الفساد والبطالة والعبث وسوء الإدارة والخدمات ، كل الملكات والابتكارات ، كل الموارد والوسائل لتبقى الجمهورية والوحدة ، نعم كان ولابد من معركة ننتقل لها ونخوضها ، عقلية الحكم أبت إلا أن تنقلنا من معركة حفظ الثورة في الماضي إلى معركة لحفظ الوحدة .