بورما القديمة .. مينمار الحالية .. العسكر يحكمونها منذ 1962م

[حد من الوادي]

بورما القديمة .. مينمار الحالية .. العسكر يحكمونها منذ 1962م ... بقلم / علي سالم اليزيدي

الإثنين , 8 نوفمبر 2010 م

تسلط الأضواء هذه الأيام على بلد آسيوي صغير يقبع في حضن الطرف البعيد للهند الصينية كما تذكر الخرائط القديمة ، وبورما البلد الذائع الصيت عندنا لارتباطنا باستيراد ( الأرز البورمي ) ، تحول إلى ( مينمار ) وقد حصل على استقلاله في عام 1948م، وتسلم السلطة حزب بطل الاستقلال من الاحتلال الياباني بانتهاء الحرب العالمية الثانية ، ثم قتل هذا المناضل في صراع الحكم بين البرجوازيين الإقطاعيين ضد الثورة الشعبية، ونجح الاتجاه الاشتراكي وفاز وسيطر على البلاد .

في عام 19962م ، قام انقلاب عسكري وتشكل مجلس عسكري يحكم بورما، ومنذ ذلك الحين دخلت البلاد في دوامة الخوف والسجون والقمع ، وهرب معظم السياسيين والمثقفين والمعارضة إلى الخارج ، وأغلقت البلد وتحول ما يقارب 37 مليون نسمة إلى أشباح صامتة ، إذ يتوزع السكان بين المذاهب السائدة هناك وهي : البوذية والكونفوشسية والأديان الصغيرة التي تعبد الأصنام والأشجار والحيوانات ولا يوجد هناك مسلمون الا في ما ندر .

منذ 1962م حكم الجيش ، ولم يسمح لأي كان بالتطاول على العسكر ، ودخلت بورما في عداد الدول الاشتراكية وتحت حماية الصين ويدعها الطولى هناك ، وفي عام 1990م صعد اسم المعارضة ( سوتشي ) وهي ابنة زعيم بورما ورائد الاستقلال الراحل ، وحصدت في الانتخابات ثلاثة أرباع الأصوات الا أن العسكر لم يسمحوا لها باستلام السلطة، وحجزت في منزلها وهي حائزة على ( جائزة نوبل للسلام من الغرب )، وخضعت تحت الإقامة الجبرية ، إذ لم تر أولادها ولا أحفادها منذ ذاك ، وعاشت ( مينمار ) انتفاضة صفراء قادها ( الكهنة البوذيون والطلاب ) لكنها فشلت وأطلق عليها ثورة وحراك الرهبان السلمي ، العسكر ضربوها بقوة وأمسكوا بيد من حديد بكل ( مينمار ) .

أمس وصل الحزب المدعوم من المجلس العسكري إلى الحكم، وسقطت كل المعارضة، وبقي استكمال البرلمان بعدد يعينهم الحاكم العسكري الذي يجوز له إدخال من سقط في الانتخابات من الموالين دون اعتراض .

هكذا تحكم بورما القديمة، مينمار الحالية ، منذ 1962م يوم قام الجيش بالانقلاب، ولا نسمع أصوات رفض من العالم الا ما ندر، لماذا ؟ يقول المراقبون بهذا البلد أن ( الألماس ) والمناجم الغنية به هي الأساس الذي يسكت الأغنياء والأثرياء والأسواق في أوربا ، وهو ما يملكه العسكر هناك، ويشترون به كل صوت في كل العالم، إنه ( الألماس ) البراق اللامع ضد أوجاع الناس .