|
![]() |
#1 |
شاعر السقيفه
![]()
|
![]()
أحمد شوقي
سلوا قلبي غداة سلا وتاب لعل على الجمال له عتابَ ويسأل في الحوادث ذو صواب فهل ترك الجمال لهصوابَ وكنت إذا سألت القلب يوما تولى الدمع عن قلبي الجوابَ ولى بينالضلوع دم ولحم هما الواهي الذي ثكل الشبابَ تسرب في الدموع فقلت ولّّى وصفقفي القلوب فقلت تابَ ولو خلقت قلوب من حديد لما حملت كما حمل العذابَ ولاينبيك عن خلق الليالي كمن فقد الأحبة و الصحابَ فمن يغتر بالدنيا فإني لبستبها فأبليت الثيابَ جنيت بأرضها وردا وشوكا وذقت بكاسها شهدا وصابا فلم أرغير حكم الله حكما ولم أر غير باب الله بابَ وأن البرخير فى حياة وأبقى بعدصاحبه صوابَ نبي البر بيّنه سبيلا وسن خلاله وهدى الشعابَ وكان بيانه فيالهدى سبلا وكانت خيله للحق غابَ وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا إمرة الأرضاغتصابَ ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابَ وما استعصى على قوم منال إذاالإقدام كان لهم ركابَ أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن ليانتسابَ فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابَ مدحت المالكين فزدتقدراً وحين مدحتك اجتزت السحابَ.. |
![]() |
![]() |
#2 | ||
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
سلوا قلبي غداةَ سلا و تاب لعلَّ على الجمالِ له عِتابَا =ويُسأَلُ في الحوادثِ ذو صوابٍ فهل تَركَ الجمالُ له صوابا؟َ وكنتُ إذا سألتُ القلبَ يوما تولَّى الدمعُ عن قلبي الجواباَ=ولى بين الضلوع دمٌ ولحمٌ هما الواهي الذى ثَكِلَ الشباباَ تَسَّربَ فى الدموع فقلتُ ولّّى وصفَّقَ فى الضلوعِ فقلت ثاباَ=ولو خُلِقَتْ قلوبٌ من حديدٍ لما حَمَلَتْ كما حَمَلَ العذاباَ من روائع أمير الشعراء ، يقال أنّها نامت من: 1932 حتّى 1944 . بعدها لحنها الموسيقار رياض السنباطي . إستهلال رائع ( سلوا قلبي ( أي اسألوه ) لحظة أن سلا وتاب ( أي في وقتها ، غداة ) فربما يكون له عتاب على الجمال ... لماذا ؟ لأن هذا الجمال هو الذي سلبه عقله ، ولكي تتضح الصورة يجيء الرد في البيت الثاني : ويُسأل في الحوادث ....... وهل ترك الجمال له صوابا ؟ ثم يتصل المعنى في البيت الثالث : وكنت إذا سألت ....... ، القلب لا يستطيع الرد من هول ما رأى ، ولهذا الهول يجيء الرد أو الجواب من الدمع الذي يدل على عمق الألم وقسوة المعاناة وفداحة ما أصيب به من كمين هذا الجمال ) .
|
||
![]() |
![]() |
#3 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
وأحبابٍ سُقيتُ بهم سُلافاً =وكانَ الوصلُ من قِصَرٍحَبَاَبا
ونادَمْنَا الشبابَ على بساطٍ =من اللذاتِ مختلفٍ شرابا وكلُّ بِساطِ عيشٍ سوف يُطوى= وإن طالَ الزمانُ به وطابا كأنَّ القلبَ بعدهُم غريبٌ= إذا عادته ذكرى الأهلِ ذابا ولا يُنبيكَ عن خُلُقِ الليالى =كمن فقَدَ الأحبّة و الصَّحابا أخا الدنيا،أرى دنياكَ أفعى= تُبدَّل كلَّ آونةٍ إهابا وأن الرُّقط أيقظُ هاجعاتٍ =وأترع في ظلالِ السَّلم نابا ومن عَجَبٍ تُشَّيبُ عاشِقِيها =وتُفنيهِم وما بَرِحَتْ كَعابا |
![]() |
![]() |
#4 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
فمن يغترُّ بالدنيا فإِنى =لبِسْتُ بها فأبليتُ الثياباَ
لها ضَحكُ القيان الى غبيٍّ= ولي ضحكُ اللبيب إِذا تغابا فلم أرَ غيرَ حكمِ الله حكماً =ولم أر دون باب الله بابَا ولا عظَّمْتُ في الأَشياء إلا صحيحَ= العلم،والأدبَ اللُّبابا ولا كرَّمتُ إلا وجهَ حرٍ =يقلَّد قومَهُ المنَنَ الرَّغَابا |
![]() |
![]() |
#5 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
ولم أرَ مثلَ جمعِ المالِ داءً= ولا مثلَ البخيلِ به مُصَابا
فلا تقتلْكَ شهوتُه، وزِنْها= كما تزنُ الطعامَ أو الشرابا وخذ لبنيك والآيام ذخراً= وأعط اللهَ حِصَّتَه احتسابا وأن البر َّخيرٌ فى حياةٍ =وأبقى بعد صاحبه ثـوابا وأن الشرَّ يصدعُ فاعليهِ =ولم أر خيَّراً بالشر آبا فرفقاً بالبنين إذا الليالي =على الأعقاب أوقعتِ العِقابا |
![]() |
![]() |
#6 |
شخصيات هامه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]()
عجبت لمعشر صلوا وصاموا= ظواهر خشيةٍ وتقىً كذابا
وتلفيهم حيال المال صمَّاً =إذا داعى الزكاة بهم اهابا لقد كتموا نصيب الله منه= كأن الله لم يحص النّصابا ومن يعدل بحبَّ الله شيئاً =كحب المال ضلَّ هوىً وخابا أراد الله بالفقراء براً =وبالأيتام حبَّاً وارتبابا فربَّ صغير قوم علَّموه = سما وحمى المسوَّمة العرابا وكان لقومه نفعاً وفخراً= ولو تركوه مان أذًى وعابا فعلَّم ما استطعت،لعلّ =جيلاً سيأتي يحدث العجب العجابا ولا ترهق شباب الحيّ يأساً =فإن اليأس يخترم الشبابا |
![]() |
![]() |
#7 | ||
شاعر السقيفه
![]()
|
![]()
شكرا للاستاذ الكريم على الوقوف عند هذه القصيده إحدى القصائد الخالدة لأمير الشعراء احمد شوقي و’’سلوا قلبي’’ ليست باستثناء، بل ربما كانت أحد أفضل الأمثلة. سلوا قلبي غداة سلا وتابا *** لعل له على الجمال له عتابا تبدأ هذه القصيدة في سلاسة وهدوء ومثل كل القصائد العربية التقليدية فهي تنحو في مقدمتها منحى يتعلق بشؤون الفؤاد والنجوى والحيرة إزاء ما يجتاح القلب من الجسم، حسب الرؤية العربية له، من تقلبات وعدم استقرار. ولكن لم الشكوى والضيق من عضو في البدن لايأتمر بأمر العقل، ولا يسلك سلوك الرشاد وهو المتقلب، المتغير التابع للجمال والعاطفة. ويسأل في الحوادث ذو صواب *** فهل ترك الجمال له صوابا وكنت إذا سألت القلب يوماً***تولى الدمع عن قلبي الجوابا هنا يبدأ شوقي بالتصعيد وياخذ بالقارئ في قوله ‘’الدمع’’ إلى الشعور بانه يكاد يبكي ويستفيد من حرف العلة ‘’الألف في ‘’الجوابا’’ للانتقال بالقارئ إلى درجات أعلى من الأجواء... ولي بين الضلوع دم ولحم *** هما الواهي الذي ثكل الشبابا فيعود إلى درجات أدنى وأهدأ للتمهيد إلى درجة أعلى في كلمة ‘’الضلوع’’ في البيت التالي حيث ينتقل بالقارئ إلى جنبات متعددة وكأنه يجول بك في الجوف وبين الضلوع، مصوراً رحلة القلب وفي موقعه وسط الصدر ومسبغاً عليه صفات الحركة والقيام بالتصفيق. تسرب في الدموع فقلت ولى *** صفّق في الضلوع فقلت ثابا ولو خلقت قلوب من حديد ****لما حملت كما حمل العذابا ثم يفاجئك بالإنتقال بالمعنى إلى التسليم إلى المقادير وإعطاء القلب العذر فيما يفعله وما يفعل به. ويعطي لقلبه الوسيلة، بالقول بأن ما يحمله يفوق ما تتحمله من قلوب من حديد. هذا الانكسار ، والركون إلى الواقع والقبول بالأسوأ هو قبول بشري بضعف الإنسان أمام عواطفه وآماله التي لا تتحقق. فالمقادير هي السيدة، وقدرة الإنسان على الفعل محدودة. وإن لم تقبل هذا الأمر ولازلت بعيداً عن التسليم فالبيت التالي كفيل بتحقيق الأثر. فليس أقدر على تبيان مأساة الإنسان كتتالي فقده للأحبة والأصدقاء. هذه هي المقدمة للموت، فموت المحيطين هو بداية موت الفرد والأصعب إن كان الموتى هم الأحبة والصحاب. ولا ينبيك عن خلق الليالى***كمن فقد الأحبة و الصحابَ فمن يغتر بالدنيا فإنى*** لبست بها فأبليت الثيابَ جنيت بأرضها وردا وشوكا***وذقت بكأسها شهدا وصابا هذا هو الدرس الأكبر، والنتيجة المستقرة في العقل، بهذا تبلغ القصيدة قمة عالية ربما فاقت القمة الأكثر شعبية والأكثر انتشاراً والمرتبطة بالبيت الذي اشتهرت به القصيدة وهو القول: وما نيل المطالب بالتمني ***ولكن تؤخذ الدنيا غلابا. ويليه البيت المتعلق بـ ‘’خلق الليالي’’ التحذير من الاغترار بالدنيا... فبعد الحزن والتسليم والكمد الأبدي ينبري الشاعر في تنبيه يقرب من التهديد للمستمع بعدم الوقوع في المصيدة وعدم الانخداع بالمظاهر من هذه الدنيا القصيرة الفانية، التي لا تعطيك من المسرات إلا لتتبعها بالأحزان والآلام ولا ينبيك عن خلق الليالى***كمن فقد الأحبة و الصحابَ جنيت بأرضها وردا وشوكا***وذقت بكأسها شهدا وصابا هنا تتوقف الأمور كلها حيث يبدأ الدين فالحكم هو حكم الله ولا غير ذلك، والباب هو باب العلي القدير لا مدخل من غيره ولا مخرج من سواه. فلم أر غير حكم الله حكما*** ولم أر غير باب الله بابَ ثم تختم القصيدة بالمديح النبوي في أجمل صوره نبى البر بيّنه سبيلا***وسن خلاله وهدى الشعابَ وكان بيانه فى الهدى سبلا***وكانت خيله للحق غابَ وعلمنا بناء المجد حتى***أخذنا إمرة الأرض اغتصابَ ولقد تداخلت حين برزت بالمعارك الوطنية التي كان يخوضها الشعب المصري حينها، واعتبرت الابيات التالية وخاصة (( وما نيل المطالب بالتمني )) الشهير بمثابة تحريض على الثورة ضد الإنجليز. وعلمنا بناء المجد حتى***أخذنا إمرة الأرض اغتصابَ وما نيل المطالب بالتمنى*** ولكن تؤخذ الدنيا غلابَ وما استعصى على قوم منال***إذا الإقدام كان لهم ركابَ يبقى القول بأن (سلوا قلبي) التي أدتها أم كلثوم من تلحين رياض السنباطي عام1946 قد جمعت بين الشعر الغزلي المقارب للتصوف والسياسي المتصف بالوطنية والديني المتخذ من مدح الرسول مدخلاً. |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|