لا أحب أن أدخل جحر ضــب .....!!

[أبوعوض الشبامي]

.



البارحة صرفت نفسي الى قراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ووقفت عند هذا الحديث:

(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم “لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ” قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ “فَمَنْ؟ ))
.-رواه البخاري-.

جاء في أمثال العرب

(( أبله من ضب ))

وقالوا (( أحير من ضب ))

وقالوا ايضا : (( أضل من ضب )) : لأن الضب في طبعه الحيرة والنسيان وعدم الهداية. قالوا: لذلك يحفر بيته في موضع مرتفع لئلا يضل عنه إذا خرج ابتغاء الطعام ورجع.

من المعروف عن الضب أنه حيوان بيوض يعيش في الصحراء والبراري, شكله الخارجي يكاد يشبه التمساح أو الديناصور ، ويعتمد على النبات في غذائه وشرابه فهو لا يشرب الماء إلا نادرا ، وقيل أن أكله حلال وإن كان النبي (( كره أكله )) .

وللضبان اسماء كثيرة تطلق عليها فيطلق على الذكر (( الضب )) أو (( العير )) وأنثاه (( المكون ))،. ومن أسماء الضب أيضاً السبحل وهو الضب الضخم، أما العدامل والعداملي فهو الضب الضخم القديم، ، والجحل هو المسن الكبير أيضاً وجمعه الجحول والجحلان. واسم صغير الضب الحسل والجمع حسال وحسول وحسلان، وبه يكنى فيقال: (( أبو الحسل )) ، ويقال أيضاً (( أبو الحسيل )) على التصغير.

ورب سائل منكم يقول لي : ما علاقة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين تطرقت الى الضب في الأمثال وإلى اسماءه (( المتعددة )) ؟؟

فجوابي على السائل الكريم هي أن ما استخلصته أن من صفات الضب المعروفة هي (( البله )) و (( الحيرة )) و (( الضلال )) ...!!

وأن للضب عدة اسماء (( ومعرفات )) في لغة العرب ...!!!

وأن ملخص قراءتي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكون الانسان نسخة مقلدة للغير ، فالنسخ كثيرة ومتوفرة، وتقليد (( المضلين الحيارى والبلهاء )) مرفوض في الشريعة ، وكل واحد حرّ بنفسه، ولا أحبّ الضبّان ولا أحب دخول جحورهم، وليت القوم الذين يدخلون وراءهم يطاردونهم ليأكلوا لحمهم ، يعلموا أن شعوري إني إمرؤ لا آكل على مائدة ضبّ ...؟؟؟؟

.

.