حملتهم مسئولية حماية عمال الإغاثة.. " السفارة الأمريكية " بصنعاء تدعو الحكومة والحوثي

[حد من الوادي]

حملتهم مسئولية حماية عمال الإغاثة.. " السفارة الأمريكية " بصنعاء تدعو الحكومة والحوثيين لوقف إطلاق النار

السبت 2009/08/22 الساعة 16:53:27


التغيير- صنعاء:

عبرت السفارة الأمريكية في صنعاء عن قلقها البالغ جراء استمرار النزاع المسلح بين الحكومة اليمنية و الحوثيين في محافظة صعده شمال اليمن.

وقالت السفارة في بيان تلقى " التغيير " نسخة منه أنها تدعو كلا الطرفين الى العودة الى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل له العام الماضي, والعمل على تجنيب المدنيين أي أخطار أثناء المواجهات.

وحملت السفارة الطرفين مسئولية حماية الموظفين الدوليين والمحليين العاملين في مجال الإغاثة وتسهيل عملية عبور الإمدادات الاغاثية الى مخيمات النازحين.

------------------------------------------------------

صعدة.. هل ستصوم آلة الحرب ؟!

محمد سعيد الشرعبي السبت 2009/08/22 الساعة 10:29:32

ناب سلاح الجو اليمني – هذه المرة- عن مزارعي صعدة في قطف ثمار الصيف الصعداوي من (رمان) و(عنب)، وبدلا عن عزرائيل تكفلت آلة الحرب العدمية في حصد أرواح الأبرياء من الذين لا ناقة لهم في الحرب ولا جمل!!

برر قادة الجيش قرار استئناف الحرب المباغت بضرورة بسط نفوذ الدولة بعدما فشلت لجان الوساطة، وماتت مبادرات السلام، فيما جماعة الحوثي تنفي علاقتها بإيران (الخميني)، وتتهم السلطة بإشعال فتيل الفتن وشرارة الحروب

نيابة عن الغرب. دولة تبرر حرب عبثية، ومتمردون ينفون اتهامات سلطة صنعاء جملة وتفصيلا، وكأن الناس (هبلان) لا يفقهون خفايا ما يدور، إلا ما تفضل فيه الطرفان لتبصير الرأي العام في قرارات كارثية أودت بكل احتمالات الحياة في مدينة السلام، وبقية مديريات صعدة المنكوبة.

يعول قادة الجيش، وزبانية السلطة على ضراوة الضربات الجوية لـ معاقل وجيوب الحوثي المنتشرة في أغلب مناطق شمال غرب اليمن حيث الامتداد التاريخي للمذهب الزيدي، على عكس ما يذهب إليه بعض المحللين الذين يرون في ذلك علامة عجز من قبل الحكومة في بسط سيطرتها على محافظة صعدة نظرا للقبول الشعبي الذي تحظى به جماعة الحوثي مقارنة –حسب ما يدعي الحوثي وآله- كما يرون في الاستخدام المغرض لسلاح الجو استعراض هدفه تذكير المؤلفة قلوبهم من (حوثيي) صنعاء و(حراكيي) الجنوب بقوة الجيش وعظمة الجمهورية.. يتوعد الحاكم باجتثاث فكر "المكبرين" –اسم يطلق على الحوثيين- من جذوره، ويتناسى جماعة مسلحة تدير معاركها بأساليب حرب العصابات ليلا، وحين يبزغ النهار لا يلقى أحد لها أثر يمكن استهدافه لكي يشعر الحوثيون بالهزيمة ليوم.. لدقائق.. أو لثوانٍ!

في حربهم السادسة أجبرنا جحيم المعارك لإعادة النظر في حقيقة قناة (الجزيرة)، واهتمام شقيقتها (العربية)، وثورية (العالم) الفارسية، وبلاهة (BBC)، ومستنقع (المستقلة) ووووو.. في نقل أخبار حرب صعدة! صعدة خارج إرادة الدولة بهذا المعنى قال الأحمر حميد، وتساءل البركاني سلطان من بدروم البرلمان هل ما زالت صعدة تابعة لليمن؟؟

يقولون إن سر اهتمام قناة الجزيرة بيوميات الحرب في صعدة –الذي دفعها لاستخدام مقاطع من الحرب الخامسة على أنها من الحرب السادسة- نتيجة تغيب الرئيس عن قمة غزة الذي عقدت على عجل –وقتذاك- في قطر.

بالامر اتهموا قطر علانية بتأجيج الفتنة، وفي الثلاثاء الماضي اتهم وزير الإعلام (حسن اللوزي) دولة إيران بدعم جماعة الحوثي ماليا وإعلاميا، وأقدم الإعلام الرسمي على نتف شعر لحى ملالي طهران وتقديمهم للمشاهد العربي بمن فيهم اليمني بالعدو المبين والشر المستطير.

من جانبهم ابتدأ إعلام (البسيج) الفارسي بشن حربه على راديكالي النظام (الوهابي) في الرياض ببث إذاعتهم نبأ عن تدخل سعودي في قصف صعدة، بعدها قاموا بإعطاء الضوء الأخضر لقناة (العالم) بتصفية حساباتهم مع (العربية)

التي ناصبتهم العداء ولا تفوت فرصة في زعزعة نظام الثورة الخمينية بالصوت والصورة.. هذه المرة سواء حسمت المعركة لصالح الجيش أو للحوثيين فالنظام قد خسر الكثير بتدويل القضية وخروجها من مربعات الفرقة الأولى مدرع،

وخرائط ألوية الحرس الجمهوري، وبات الجميع رهن خيارات (طهران) الاثنا عشرية، و(الرياض) الوهابية، ولسان حال اليمانيين يسأل: أين منا السيادة؟ الثلاثاء الماضي زار الرئيس صالح جبهات القتال في حرف سفيان برفقة القبيلة، وفي صباح اليوم التالي توعد باستئصال التمرد من الجذور في كلمة ألقاها بمناسبة تخرج عدد من الدورات العسكرية والأمنية، تلا ذلك تواتر أنباء عن تمكن الجيش من استعادة مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران الواقعة جنوب محافظة صعدة.

وبعيدا عن حسابات الحاكم، وأحلام الحوثيين فالحرب مهما كان شكلها ومسبباتها فهي أبشع مما يتصور بعض المغالين بسبب بسيط ألا وهو عدم قدرة طرفي الحرب بين عرائش العنب ومخابئ المقاتلين، بين مزارع الرمان ومتاريس

القتال، بين أعلام الحوثيين ومخيمات النازحين التي تقصف من كل اتجاه.

هل الهلال.. وحل رمضان ضيف عزيز في ربوع اليمن، فكيف حال أهالينا في مخيمات النازحين؟ ويا ترى هل هلا لهم، أم انعدمت الرؤيا بفعل أدخنة الحروب وغبار المعارك؟

في الأخير دعونا نسأل قادة الجيش وفقهاء المكبرين: هل ستصوم آلة الحرب عن أكل الجثث وشرب الدماء في نواحي صعدة؟ .