12-02-2010, 02:03 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
الرجل المريض"تذكرني لقاءات نيويورك ومؤتمر لندن واجتماع الرياض بحال الرجل المريض
الرجل المريض د.محمدعبدالملك المتوكل في مغرب الامبراطورية العثمانية أطلق الغرب عليها لقب الرجل المريض، وقد وجد الغرب في مرض الامبراطورية فرصة لتوزيع ممتلكاتها في مشرق الأرض ومغربها. وكان الداء الذي أصاب إمبراطورية آل عثمان الاستبداد والفساد، وانتقال الملك إلى الجهلة والفاسدين والمغرورين الذين أحاط بهم المنافقون والانتهازيون، فتداعت لذلك الامبراطورية وتهالك بنيانها، وتكالبت عليها الأطماع حتى اضمحلت وذهبت ريحها، وتوزعت ممتلكاتها قوى ناشئة تمتلك نظاماً ديمقراطياً وحريات واسعة واقتصاداً نامياً، وإدارة فعالة وجيشاً منضبطاً تحت إدارة مدينة ديمقراطية ورشيدة. لا أدري لماذا تذكرني لقاءات نيويورك ومؤتمر لندن واجتماع الرياض بحال الرجل المريض في مغرب الإمبراطورية العثمانية. ولا أدري أيضاً لماذا يملأ نفسي تشاؤماً وضع السودان الذي ينتظر انفصال جنوبه، وتفكك ولاياته في ظل حكم عسكري جاء على أكتاف الإسلاميين الذين بايعوا النميري أميراً للمؤمنين، ثم انقلبوا عليه ليدخلوا السجن على يد العسكر الذين جاؤوا بهم. وكان ذلك مصداقاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام «من أعان ظالماً ابتلي به». وما يثير في نفسي ريبة أن النظام في اليمن يسير على خطى النظام في السودان جنوباً بجنوب وشمالاً بدارفور؛ حرب مدمرة قادها النظام السوداني في الجنوب لعشرين عاماً وحرباً لا إنسانية يقودها في دارفور، وقاد النظام اليمني حرباً دمرت وحدة الإنسان عام 1994، وقاد حرباً عبثية في الشمال ولا يزال أوار الحربين يشعل النار في الجسد اليمني المنهك. يصر النظام في السودان على إجراء الانتخابات منفرداً، غير مبال بشركاء العمل السياسي، وفي مناخ غير مهيّأ للانتخابات ووضع دولي ضاغط، وكان الثمن هو الاستفتاء على انفصال الجنوب. وفي خضم الحوار بين النظام في اليمن والقوى السياسية للوصول إلى كلمة سواء، يقرر النظام اليمني كما قرر النظام السوداني السير في الانتخابات غير مبال بشركاء العمل السياسي. يا ترى ما هو الثمن المقابل؟ اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه. المصدر أونلاين |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|