![]() |
#1 |
حال جديد
|
![]() كتبت بواسطة نادية الشيباني بسم الله الرحمن الرحيم تقول العرب : التعيس من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره و بما إن جنوب السودان انفصل عن شماله فعلياً, ولم يتبقى إلا الأمور الشكلية, فيجب إلا يمر علينا هذا الأمر مرور الكرام , ويجب إن نستخلص منه العبر والدروس ولو القينا الضوء على الصراع الجنوبي الشمالي في السودان منذ البداية و لو بشكل مختصر لوجدنا إن الفترة التي أنقدحت فيها شرارة" أسوء وأطول وأبشع حروب إفريقيا على الإطلاق" كانت في عام 1955م أي قبل حتى إن ينال السودان استقلاله الكامل بــ سنه وامتدت حتى اتفاق "نيفشه" في عام 2005م 50 سنه من الصراع الذي راح ضحيته الملايين من البشر من الشماليين أو الجنوبيين على حد سوء وفي الأخير تم الانفصال بعد إن عجزت الدولة عن الاستمرار في تحمل تكاليف الحرب الأزلية مع الجنوبيين, وحرب جديدة فتية وشابه تفجرت في دارفور حدث انفصال الجنوبيين الذين كانوا يطلبون بـ الفدرالية منذ 1947م ولم يكن الانفصال ضمن مطالبهم أبداً , ولم يطلبوا بالانفصال إلا بعد مجي حركة الإنقاذ المتلبسة بالدين والإسلام منها براء ونحن في اليمن نعيد تكرار التجربة السودانية مع بعض الاختلافات الطفيفة فـ الدعوة للاستمرار في الوحدة هي دعوة " لـ حرب أهلية طاحنة تأتي على الأخضر واليابس في الجنوب والشمال اليمني" استغرب كيف يسكت العقلاء في اليمن ممن لهم باع في علوم السياسة وهم يعلمون أن كل الحركات الانفصالية سوىً كانت "إقليمية أو دينية أو عرقية" انبثقت من أوساط الجماهير و آمنا به "البسطاء والعظماء " لا يمكن القضاء عليه البتة, ولا يمكن إطفاءها أو القضاء عليها مهما بلغت قوة السلطة, أو قوة جيوشها , أو وزنها الإقليمي والدولي, بل ان هذه الحركات تتقوى بالحروب وتكتسب الخبرة بعامل الوقت الذي ينميها ويزيدها قوه وتوهج" كل حركات التحرر على مر التاريخ لم يستطع أي جيش ولا أي نظام حكام ولا أي دولة عظماء أو صغرى إخمادها إلى الأبد حتى اللجوء إلى القوة المفرطة لا يجدي معها نفعاً , والحوار والتفاوض هو مجرد مسكن وقتي لها , سرعان ما ينهار مع أول عقبة صغيرة أو كبيرة تصطدم به فهي تمتص الضربات وربما تتأثر بها أحياناً وتهمد لفترة من الوقت , ثم ما تلبث أن تعود إلى الاشتعال وأحياناً بقوة أكثر من سابقتها الحركة الكردية أو حلم ما يسمى "بـ دولة كردستان" التي تواجه دول عظماء "ايران-تركيا-العراق" مازالت تتقوى يوماً بعد يوم ولم تستطع هذه الدول على قوتها القضاء عليها الامازيغ وصراعهم القديم مع دول المغرب العربي (تونس-الجزائر-المغرب) الاحواز في إقليم عربستان في إيران وحربهم الشرسة مع دولة حاخامات ظهران إقليم كاتلونيا ومطالبتهم بالانفصال عن اسبانيا والتي بدأت مطالبهم قبل فترة ليست بالقصيرة تمتد لحوالي مائة عام حين أعلن المحامي الشاب – الذي أعلن لاحقا إسلامه – الأستاذ بلاسي انغاني بيريز مطلع القرن السابق سعيه لفصل الأندلس القديمة التي تضم اشبيليا، وغرناطة، وقرطبة، وطليطلة، ومرسية، وبلنسية. كما أعلن عن أمله في عودة سكان الأندلس القديمة الذي أرغموا على مغادرتها تحت وطأة محاكم التفتيش من المسلمين واليهود وغيرهم. وقد وجدت فكرة بلاسي تأييدا متزايدا من قبل سكان الإقليم مما أصبح يشكل هاجسا لملك أسبانيا وقيادتها السياسية جرآء تنامي شعبية بلاسي بشكل متسارع الى اليوم وكانت آخرها مع فوز اسبانيا بكأس العالم وخروج مظاهرات حاشدة تطالب بالانفصال الجيش الجمهوري الايرلندي هو منظمة شبه عسكرية وجيش مؤقت يسعى لتحرير أيرلندا الشمالية من الحكم البريطاني وإعادة توحيدها وهو جيش نشاء منذ 1913م كل هذه الحركات هي حركات انفصالية بعضها يوجه دول عظماء ودول خبرة سياسية فذة ودول متقدمة متطورة لديها أفضل الجيوش في العالم , ولم تستطع أن تقضي على هذه الحركات مهما فعلت معها فكيف الحال مع دولة هي اقرب إلى العصابة "الغير منظمة" وعقليات مثل عقلية الرئيس الذي يقول "أيها اليمنيون تفوا في وجوه دعاة الانفصال"!!!!!!!!!!!! |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|