12-16-2005, 05:54 AM
|
#1
|
حال قيادي
|
الطب في الأزهر قديماً وحديثاً
بحث من أبحاث المؤتمر الثاني للطب الإسلامي للأستاذ الدكتور/ فؤاد الحفناوي من مصر
والذى انعقد فى الكويت " الطب في الأزهر قديماً وحديثاً،
ليست العلاقة بين الأزهر والطب علاقة بعيدة، نتلمسها تكلفاً وافتعالاً ،فإنها من أوثق العلائق وأوصلها برسالته المثلى رسالة الإسلام الذي هو دين ودنيا للبشرية في كل زمان وفي كل مكان.
نشأة الأزهر:
لما دخل الفاطميون مصر، واستولوا على الحكم فيها، اختطوا مدينة القاهرة، وجعلوها عاصمة جديدة لدولتهم الفاطمية، وفي سنة 972 تم في القاهرة بناء جامع كبير ليكون منبراً لدعوة الدولة الدينية، هي الدعوة الفاطمية الشيعية كما كان إنشاء القاهرة رمزاً لسيادتها وقد سمي هذا الجامع بالجامع الأزهر، وهو اسم مشتق من اسم " الزهراء " الذي وصفت به السيدة فاطمة التي ينسب إليها الفاطميون. ولم تكد تمضي ثلاث سنوات على افتتاح الجامع الأزهر للصلاة حتى بدأت أول حلقة للدرس فيه سنة 975، وذلك في أواخر عهد المعز لدين الله، إذ جلس قاضي القضاة ابن النعمان في الجامع الأزهر يقرأ درساً في فقه الشيعة من كتاب أبيه المسمى " الاقتصار " وشهد درسه جمع حافل من الكبراء والعلماء، وأثبتت أسماء الحاضرين في سجل ثم توالت حلقات بني النعمان بعد ذلك، وكانت تقوم على الدعاية الدينية والسياسية للمذهب الشيعي والدولة الفاطمية، ويشهدها في الغالب الأكابر والخاصة إلا أنها كانت على كل حال تمهيد آ لدراسة جامعية عامة. وفي أوائل عهد العزيز بالله بن المعز لدين الله سنة 980 جلس وزيره يعقوب بن كلس الذي يلقب بالوزير الأجل في الجامع الأزهر يقرأ كتاباً ألفه في الفقه الشيعي معروفاً باسم " الرسالة الوزيرية "، وكان يحضر درسه الناس عامة وخاصة. وكان " ليعقوب بن كلس " مشاركة في التأليف فقد وضع كتباً في القراءات والفقه وآداب الرسول وفقه الشيعة وكتاباً في علم الأبدان والصحة. ولا بد هنا أن نقف وقفة قصيرة نسجل فيها لذلك " الوزير الأجل " دوره الخطير في أنه أول من فكر فى اتخاذ الأزهر جامعة علمية لها نظمها وأوضاعها في الدراسة، ففي سنة 988 عدت للأزهر سبعة وثلاثين فقيهاً، وعين لها) رئيساً ينظم حلقاتهم، ورتب لهم أرزاقاً وجرايات ، وأنشأ لهم دار سكنى، وجعل لهم دواب تحملهم في انتقالهم، وكانت تخلع عليهم في الأعياد والمواسم الدينية ملابس تشريفاً لهم وتكريماً.
|
|
|
|
|